ولو كره المشركون وكان صغديا ثم أمر المعتضد بحل القيود عن حمدان بن حمدون والاحسان إليه وباطلاقه وفى سنة ثنتين وثمانين سار المعتضد من الموصل إلى الجبل فبلغ الكرخ فهرب عمر بن عبد العزيز بن أبي دلف بين يديه فأخذ أمواله وبعث إليه في طلب جد كان عنده فوجهه إليه ثم بعث المعتضد وزيره عبيد الله بن سليمان إلى ابنه بالري ليسير من هناك إلى عمر بن عبد العزيز بالأمان فسار وأمنه ورجع إلى الطاعة فخلع عليه وعلى أهل بيته وكان أخوه بكر بن عبد العزيز قد استأمن قبل ذلك إلى عبيد الله بن سليمان وبدر فولاه عمله على أن يسير إلى حربه فلما وصل عمر في الأمان قال لبكر انما وليناك وأخوك عاص فامضيا إلى أمير المؤمنين المعتضد وولى عيسى النوشري على اصبهان من قبل عمر وهرب بكر إلى الأهواز وسار عبيد الله ابن سليمان الوزير إلى علي بن المعتضد بالري ولما بلغ الخبر إلى المعتضد بعث وصيفا موسكين إلى بكر بن عبد العزيز بالأهواز فلحقه بحدود فارس فمضى بكر إلى اصبهان ليلا ورجع وصيف إلى بغداد وكتب المعتضد إلى بدر مولاه بطلب بكر بن عبد العزيز وحربه فأمر بذلك عيسى النوشري فقام به ولقى بكرا بنواحي اصبهان فهزمه بكر ثم عاد النوشري لقتاله سنة أربع وثمانين فهزمه بنواحي اصبهان واستباح عسكره ولجأ بكر إلى محمد بن زيد العلوي بطبرستان وهلك بها سنة خمس وثمانين وكان عمر لما مات أبوه قبض على أخيه الحرث ويكنى أبا ليلى وحبسه في قلعة رد ووكل به شفيعا الخادم فلما جاء المعتضد واستأمن عمر وهرب بكر وبقيت القلعة بيد شفيع بأموالها رغب إليه الحرث في اطلاقه فلم يفعل وكان شفيع يسامره كل ليلة وينصرف فحادثه ليلة ونادمه وقام شفيع لبعض حاجته فجعل الحرث في فراشه تمثالا وغطاه وقال لجاريته قولي لشفيع إذا عاد هو نائم ومضى فاختفى في الدار وفك القيد عن رجله بمبرد أدخل إليه وبرد به مسماره ولما أخبر شفيع بنومه مضى إلى مرقده وقصده أبو ليلى على فراشه فقتله وأمر أهل الدار واجتمع عليه الناس فاستحلفهم ووعدهم وجمع الأكراد وغيرهم وخرج من القلعة ناقضا للطاعة فسار إلى عيسى النوشري وحاربه فأصاب أبا ليلى سهم فمات وحمل رأسه إلى اصبهان ثم إلى بغداد * (خبر ابن الشيخ بآمد) * وفى سنة خمس وثمانين توفى أحمد بن عيسى بن الشيخ وقام بأمره في آمد وأعمالها ابنه محمد فسار المعتضد إليه في العساكر ومعه ابنه أبو محمد على المكتفى ومر بالموصل وحاصر المعتمد إلى ربيع الآخر من سنة ست وثمانين ونصب عليها المجانيق حتى استأمن لنفسه ولأهل آمد وخرج إلى المعتمد فخلع عليه وهدم سورها ثم بلغه أنه يروم الهرب فقبض
(٣٤٩)