وامتحان العيار وضرب عليه فكانت الهبيرية والخالدية واليوسفية أجود نقود بنى أمية ثم أمر المنصور أن لا يقبل في الخراج غيرها وسميت النقود الأولى مكروهة أما لعدم جودتها أو لما نقش عليها الحجاج وكرهه وكانت دراهم العجم مختلفة بالصغر والكبر فكان منها مثقال وزن عشرين قيراطا واثنى عشر وعشرة قراريط وهي انصاف المثاقيل فجمعوا قراريط الانصاف الثلاثة فكانت اثنين وأربعين فجعلوا ثلثها وهو اثنا عشر قيراطا وزن الدرهم العربي فكانت كل عشرة دراهم تزن سبعة مثاقيل وقيل إن مصعب بن الزبير ضرب دراهم قليلة أيام أخيه عبد الله والأصح أن عبد الملك أول من ضرب السكة في الاسلام * (مقتل بكير بن وشاح بخراسان) * قد تقدم لنا عزل بكير عن خراسان وولاية أمية بن عبيد الله بن خالد بن أسيد سنة أربع وسبعين وأن بكيرا أقام في سلطان أمية بخراسان وكان يكرمه ويدعوه لولاية ما شاء من أعمال خراسان فلا يجيب وانه ولاه طخارستان وتجهز لها فيه بجير بن ورقاء فمنعه ثم أمره بالتجهز لغزو ما وراء النهر فحذره منه بجير فرده فغضب بكير ثم تجهز أمية لغزو غارا وموسى ابن عبد الله ابن حازم لترمذ واستخلف ابنه على خراسان لما أراد قطع النهر قال لبكير ارجع إلى مرو فاكفنيها فقد وليتكها وقم بأمر ابن حازم فانى أخشى أن لا يضبطها فانتخب من وثق به من أصحابه ورجع وأشار عليه صاحبه عتاب بأن يحرق السفن ويرجع إلى مرو فيخلع أمية ووافقه الأحنف بن عبد الله العنبري على ذلك فقال لهم بكير أخشى على من معي قالوا نأتيك من أهل مرو بمن تشاء قال يهلك المسلمون قال ناد في الناس برفع الخراج فيكونون معك قال فيهلك أمية وأصحابه قال لهم عدد وعدد يقاتلون عن أنفسهم حتى يبلغوا الصين فأحرق بكير السفن ورجع إلى مرو فخلع أمية وحبس ابنه وبلغ الخبر أمية فصالح أهل الشام بخارى ورجع وأمر باتخاذ السفن وعبر وجاءه موسى بن عبد الله بن حازم من مددوا له وبعث شماس ابن ورقاء في ثمانمائة في مقدمته فبيته بكير وهزمه فبعث مكانه ثابت بن عطية فهزمه ثم التقى أمية وبكير فاقتتلوا أياما ثم انهزم بكير إلى مرو وحاصره أمية أياما حتى سأل الصلح على ولاية ما شاء من خراسان وأن يقضى عنه أربعمائة ألف دينه ويصل أصحابه ولا يقبل فيه سعاية بجير فتم الصلح ودخل أمية مدينة مرو وأعاد بكيرا إلى ما كان عليه من الكرامة وأعطى عتاب العدابى عشرين ألفا وعزل بجير عن شرطته بعطا بن أبي السائب وقيل إن بكيرا لم يصحب أمية إلى النهر وانما استخلفه على مرو فلما عبر أمية النهر خلع وفعل ما فعل ثم إن بجيرا سعى بأمية بأن بكيرا دعاه إلى الخلاف وشهد عليه جماعة
(٤٥)