ابن أبي دلف محمد بن أبي الساج * (أخبار الزنج مع اغرتمش) * قد كان تقدم لنا ايقاع سليمان بن جامع باغرتمش وحربه بعد ذلك مع تكين وجعلان ومطر بن جامع وأحمد بن كيتونة واستيلاؤه على مدينة واسط ثم ولى اغرتمش مكان تكين البخاري يتولاه من أعمال الأهواز فدخل تستر في رمضان ومعه مطر بن جامع وقتل جماعة من أصحاب أبان كانوا مأسورين بها ثم سار إلى عسكر مكرم ووافاه هناك علي بن ابان والزنج فاقتتلوا ثم تحاجزوا لكثرة الزنج ورجع على إلى الأهواز وسار اغرتمش إلى الخليل بن ابان ليعبروا إليه من قنطرة إربل وجاءه أخوه على محمدا وخاف أصحابه المخلفون بالأهواز فارتحلوا إلى نهر السروة وتحارب على واغرتمش يوما ثم رجع على إلى الأهواز ولم يجد أصحابه فبعث من يردهم إليه فلم يرجعوا وجاء اغرتمش وقتل مطر ابن جامع في عدة من القواد وجاء المدد لابن أبان من صاحبه الخبيث فوادعه اغرتمش وتركه ثم بعث محمد بن عبيد الله إلى ابكلاى ابن الخبيث في أن يرفع عنه يد ابن ابان فزاد ذلك في غيظه وبعث يطالبه محمد بالخراج ودافعه فسار إليه وهرب محمد من رامهرمز إلى أقصى معاقله ودخل على والزنج رامهرمز وغنموا ما فيها ثم صالحه محمد على مائتي ألف درهم وترك أعماله ثم استنجده محمد بن عبيد الله على الأكراد على أن لعلى غنائمهم فاستخلف على على ذلك مجلز وطلب منه الرهن فمطل وبعث إليه الجيش فزحف بهم إلى الأكراد فلما نشب القتال انهزم أصحاب محمد فانهزم الزنج وأثخن الأكراد فيهم وبعث على من يعترضهم فاستلقوهم وكتب على إلى محمد يتهدده فاعتذر ورد عليهم كثيرا من أسلابهم وخشى من الخبيث وبعث إلى أصحابه مالا ليسألوه في الرضا عنه فأجابهم إلى ذلك على أن يقيم دعوته في أعماله ففعل كذلك ثم سار ابن ابان لحصار موتة واستكثر من آلات الحصار وعلم بذلك مسرور البلخي وهو بكور الأهواز فسار إليه ووافاه عليها فانهزم ابن أبان وترك ما كان حمله هناك وقتل من الزنج خلق وجاء الخبر بمسير الموفق إليهم * (استرجاع ابن الموفق ما غلب عليه الزنج من أعمال دجلة) * لما دخل الزنج واسط وعاثوا فيها كما ذكرناه بعث الموفق ابنه أبا العباس وهو الذي ولى الخلافة بعد المعتمد ولقب المعتضد فبعثه أبوه بين يديه في ربيع سنة ست وستين في عشرة آلاف من الخيل والرجال وركب لتشييعه وبعث معه السفن في النهر عليها أبو حمزة نصر فسار حتى وافى الخيل والرجل والسفن النهرية وعلى مقدمته الجناني وانهم نزلوا الجزيرة قريبا من برد روبا وجاءهم سليمان بن موسى الشعراني مددا بمثل ذلك
(٣١٩)