خرجت الروم في ناحية سمسياط فانتهوا إلى آمد واكتسحوا نواحي النغور والخزرية نهبا وأسروا نحوا من عشرة آلاف ورجعوا واتبعهم فرشاس وعمر بن عبد الأقطع وقوم من المتطوعة فلم يدركوهم وأمر المتوكل علي بن يحيى أن يدخل بالثانية في تلك السنة ففعل وفى سنة أربع وأربعين جاء المتوكل من بغداد إلى دمشق وقد اجتمع نزولها ونقل الكرسي إليها فأقام بها شهرين ثم استوبأها ورجع بعد أن بعث بغا الكبير في العساكر للصائفة فدخل بلاد الروم فدوخها واكتسحها من سائر النواحي ورجع وفى سنة خمس وأربعين أغارت الروم على سميساط فغنموا وغزا علي بن يحيى الأرميني بالصائفة كركرة وانتقض أهلها على بطريقهم فقبضوا عليه وسلموه إلى بعض موالي المتوكل فأطلق ملك الروم في فداء البطريق ألف أسير من المسلمين وفى سنة ست وأربعين غزا عمر بن عبيد الله الأقطع بالصائفة فجاؤوا بأربعة آلاف رأس وغزا قرشاس فجاء بخمسة آلاف رأس وغزا الفضل بن قاران في الأسطول بعشرين مركبا فافتتح حصن أنطاكية وغزا ملكها دورهم وسبا وغزا علي بن يحيى فجاء بخمسة آلاف رأس ومن الظهر بعشرة آلاف وكان على يده في تلك السنة الفداء في ألفين وثلثمائة من الأسرى * (الولاية في النواحي) * ولى المتوكل سنة ثنتين على بلاد فارس محمد بن إبراهيم بن مصعب وكان على الموصل غانم بن حميد الطوسي واستوزر لأول خلافته محمد بن عبد الله بن الزيات وولى على ديوان الخراج يحيى بن خاقان الخراساني مولى الأزد وعزل الفضل بن مروان وولى على ديوان النفقات إبراهيم بن محمد بن حتول وولى سنة ثلاث وثلاثين على الحرمين واليمن والطائف ابنه المستنصر وعزل محمد بن عيسى وولى على حجابة بابه وصيفا الخادم عند ما سار اتياخ للحج وفى سنة خمس وثلاثين عهد لأولاده كما مر وولى على الشرطة ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب مكان ابنه إبراهيم عند ما توفى وكانت وفاته ووفاة الحسن بن سهل في سنة واحدة وفى سنة ست وثلاثين استكتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان ثم استوزره بعد ذلك وولى على أرمينية وأذربيجان حربا وخواجا يوسف بن أبي سعيد محمد بن يوسف المروذوذي عند ما توفى أبوه فجاءه فسار إليها وضبطها وأساء إلى البطارقة بالناحية فوثبوا به كما مر وقتلوه وبعث المتوكل بغا الكبير في العساكر فأخذ ثاره منهم وولى معادن السواد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم وفى سنة تسع وثلاثين عزل ابن أبي دواد عن القضاء وصادره وولى مكانه يحيى بن أكثم وقدم محمد بن عبد الله بن طاهر من خراسان فولاه
(٢٧٨)