فشغب عليه الجند ونادوا بشعار أخيه مشرف الدولة فأشير عليه بحبسه فعف عن ذلك وأراد الانحدار إلى واسط فطلبه الجند في الاستخلاف فاستخلف أخاه مشرف الدولة على العراق وسار إلى الأهواز فلما بلغ تستر استوزر سهلان وقد كان اتفق مع أخيه مشرف الدولة الوزير ابن سهلان أن لا يستوزره فاستوحش لذلك مشرف الدولة وبعث سلطان الدولة الوزير ابن سهلان ليخرجه من العراق فجمع أتراك واسط وأبا الأغر دبيس ابن علي بن مزيد ولقى ابن سهلان عند واسط فهزمه وحاصره بها حتى اشتد حصاره وجهده الحصار فصالحه ونزل عن واسط فملكها في ذي الحجة من سنة احدى عشرة وسار الديلم الذين بواسط في خدمته وسار أخوه جلال الدولة أبو طاهر صاحب البصرة إلى وفاقه وخطب له ببغداد وقبض على ابن سهلان وكحله وسار سلطان الدولة إلى ارجان ثم رجع إلى الأهواز وثار عليه الأتراك الذين هنالك ودعوا بشعار مشرف الدولة وخرجوا إلى السابلة فأفسدوها وعاد مشرف الدولة إلى بغداد فخطب له بها سنة ثنتي عشرة وطلب منه الديلم أن ينحدروا إلى بيوتهم بخوزستان فبعث معهم وزيره أبا غالب فلما وصلوا إلى الأهواز انتقضوا ونادوا بشعار سلطان الدولة وقتلوا أبا غالب لسنة ونصف من وزارته ولحق الأتراك الذين كانوا معه بطراد بن دبيس بالجزيرة وبلغ سلطان الدولة قتل أبى غالب وافتراق الديلم فأنفذ ابنه أبا كاليجار إلى الأهواز وملكها ثم وقع الصلح بينهما على يد أبى محمد بن أبي مكرم ومؤيد الملك الرخجى على أن تكون العراق لمشرف الدولة وفارس وكرمان لسلطان الدولة واستوزر مشرف الدولة أبا الحسين بن الحسن الرخجى ولقبه مؤيد الملك بعد قتل أبى غالب ومصادرة ابنه أبى العباس ثم قبض عليه سنة أربع عشرة بعد حول من وزارته بسعاية الأثير الخادم فيه واستوزر مكانه أبا القاسم الحسين ابن علي بن الحسين المغربي كان أبوه من أصحاب سيف الدولة بن حمدان وهرب إلى مصر وخدم الحاكم فقتله وهرب ابنه أبو القاسم هذا إلى الشأم وحمل حسان بن الفرج ابن الجراح الطائي على نقض طاعة الحاكم والبيعة لابي الفتوح الحسن بن جعفر العلوي أمير مكة فاستقدمه إلى الرملة وبايعه ثم خلفه وعاد إلى مكة وقصد أبو القاسم العراق واتصل بالوزير فخر الملك وأمره القادر بابعاده فلحق بقرواش أمير الموصل وكتب له ثم عاد إلى العراق وتنقلت به الحال إلى أن وزر بعد مؤيد الملك الرخجى وكان خبيثا محتالا حسودا ثم قدم مشرف الدولة إلى بغداد سنة أربع عشرة ولقيه القادر ولم يلق أحدا قبله * (الخبر عن وحشة الأكراد وفتنة الكوفة) * كان الأثير عنبر الخادم مستوليا في دولة مشرف الدولة الوزير أبى القاسم المغربي عديله في حملها فنقم الأتراك عليهما وطلب من مشرف الدولة الخراج من بغداد خوفا على
(٤٤٤)