من أمراء الديلم وقد انتقض عليه ابناه وهشودان والمرزبان واستوليا على بعض قلاعه ثم قبضا على أبيهما محمد وانتزعا أمواله وذخائره وتركاه في حصنه سليبا فريدا فقصد علي بن جعفر المرزبان وأطمعه في أذربيجان فقلده وزارته وكانت نحلتهما في التشيع واحدة لان علي بن جعفر كان من الباطنية والمرزبان من الديلم وهم شيعة وكاتب على ابن جعفر أصحاب ديسم واستمالهم واستفسدهم عليه وخصوصا الديلم ثم التفتوا للحرب وجاء الديلم إلى المرزبان واستأمن معهم كثير من الأكراد وهرب ديسم في فل من أصحابه إلى أرمينية واستجار بجاحق بن الديواني فأجاره وأكرمه وندم على ما فرط في ابعاد الأكراد وهم على مذهبه في الخارجية وملك المرزبان آذربيجان واستولى عليها ثم استوحش منه علي بن جعفر وزير ديسم وتنكر له أصحاب المرزبان فأطمعه المرزبان فأخذ أموالهم وحملهم على طاعة ديسم وقتل الديلم عندهم من جند المرزبان ففعلوا وجاء ديسم فملكها وفر إليه من كان عند المرزبان حتى اشتد عليه الحصار واستصلح أثناء ذلك الوزير علي بن جعفر ثم خرجوا من توزير ولحق ديسم بأردبيل وجاء علي بن جعفر إلى المرزبان ثم حاصر المرزبان أردبيل حتى نزل له ديسم على الأمان وملكها صلحا وملك توزير كذلك ووفى له ثم طلب ديسم أن يبعثه إلى قلعته بالطرم فبعثه بأهله وولده وأقام هنالك * (خبر سيف الدولة بواسط) * لما فر بنو البريدي عن واسط إلى البصرة ونزل بها سيف الدولة أراد الانحدار خلفهم لانتزاع البصرة منهم واستمد أخاه ناصر الدولة فأمده بمال مع أبي عبد الله الكوفي وكان تورون وجحجح يستطيلان عليه فأراد الاستئثار بالمال فرده سيف الدولة مع الكوفي إلى أخيه وأذن لتورون في مال الجامدة ولجحجح في مال المدار وكان من قبل يراسل الأتراك وملك الشام ومصر معه فلا يجيبونه ثم ثاروا عليه في شعبان من سنة احدى وثلاثين فهرب من معسكره ونهب سواده وقتل جماعة من أصحابه وكان ناصر الدولة لما أخبره أبو عبد الله الكوفي بخبر أخيه في واسط برز يسير إلى الموصل وركب إليه المتقى يستمهله فوقف حتى عاد وأغذ السير لثلاثة عشر شهرا من امارته فثار الديلم والأتراك ونهبوا داره ودبر الأمور أبو اسحق القراريطي من غير لقب الوزارة وعزل أبو العباس الأصبهاني لاحد وخمسين يوما من وزارته ثم تنازع الامارة بواسط بعد سيف الدولة تورون وجحجح واستقر الحال أن يكون تورون أميرا وجحجح صاحب الجيش ثم طمع ابن البريدي في واسط واصعد إليها وطلب من تورون أن يضمنه إياها فرده ردا جميلا وكان قد سار جحجح لمدافعته فمر به الرسول في طريقه وحادثه طويلا وسعى إلى تورون
(٤١٤)