وفى سنة ثمان وسبعين كانت وفاة الموفق وبيعة المعتضد بالعهد كما مر وفيها كان ابتداء أمر القرامطة وقد تقدم وفى سنة تسع وسبعين خلع جعفر بن المعتمد وقدم عليه المعتضد وكانت الحرب بين الخوارج وأهل الموصل وبين بنى شيبان وعلى بنى شيبان هارون بن سيما من قبل محمد بن إسحاق بن كنداج ولاه عليها فطرده أهلها فزحف إليهم مع بنى شيبان ودافع عن أهل الموصل هارون الشاري وحمدان بن حمدون فهزمهم بنو شيبان وخاف أهل الموصل من ابن سيما وبعثوا إلى بغداد يطلبون واليا فولى المعتمد عليهم محمد بن يحيى المجروح الموكل بحفظ الطريق وكان ينزل الحديثة فأقام بها أياما ثم استبدل منه بعلى بن داود الكردي * (وفاة المعتمد وبيعة المعتضد) * توفى المعتمد على الله أبو العباس أحمد بن المتوكل لعشر بقين من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين لثلاث وعشرين سنة من ولايته ودفن بسامرا وهو أول من انتقل إلى بغداد وكان في خلافته مغلبا عاجزا وكان أخوه الموفق مستبدا عليه ولم يكن له معه حكم في شئ ولما مات الموفق سنة ثمان وسبعين كما قدمناه أقام مكانه ابنه أبا العباس أحمد المعتضد وحجر المعتمد كما كان أبوه يحجره وولاه عهده كما كان أبوه ثم قدمه في العهد على ابنه جعفر ثم هلك فبايع الناس للمعتضد بالخلافة صبيحة موته فولى غلامه بدرا الشرطة وعبيد الله بن سليمان بن وهب الوزارة ومحمد بن الشاري بن ملك الحرس ووفد عليه لأول خلافته رسول عمرو بن الليث بالهدايا وسأل ولاية خراسان فعقد له عليها وبعث إليه بالخلع واللواء ولأول خلافته مات نصر بن أحمد الساماني ملك ما وراء النهر وقام مكانه أخوه إسماعيل * (مقتل رافع بن الليث) * كان رافع بن الليث قد وضع يده على قرى السلطان بالري وكتب إليه المعتضد برفع يده عنها فكتب إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف باخراجه عن الري فقاتله وأخرجه وسار إلى جرجان ودخل نيسابور سنة ثلاث وثمانين فوقعت بينه وبين عمرو حرب وانهزم رافع إلى اسورد وخلص عمرو ابني أخيه من حبسه وهما العدل والليث ابنا علي بن الليث وقد تقدم خبرهما ثم سار رافع إلى هراة ورصده عمرو بسرخس فشعر به ورجع إلى نيسابور في مسالك صعبة وطرق ضيقة واتبعه عمرو فحاصره في نيسابور ثم تلاقيا وهرب عن رافع بعض قواده إلى عمرو فانهزم رافع وبعث أخاه محمد بن هرثمة إلى محمد ابن زيد يستمده كما شرط له فلم يفعل وافترق عن رافع أصحابه وغلمانه وفارقه محمد بن هارون
(٣٤٦)