بالميمنة ورجع أهل الميسرة وحمل أهل الميمنة على الخوارج فهزموهم واستباحوا عسكرهم وقتلوا أبا فديك وحصروا أصحابه بالمشقر حتى نزلوا على الحكم فقتل منهم ستة آلاف وأسر ثمانمائة وذلك سنة ثلاث وسبعين ثم ولى عبد الملك أخاه بشرا على البصرة فسار إليها وأمره أن يبعث المهلب إلى حرب الأزارقة وأن ينتخب من أهل البصرة من أراد ويتركه ورأيه في الحرب ويمده بعسكر كثيف من أهل الكوفة مع رجل معروف بالنجدة فبعث المهلب لانتخاب الناس جديع بن سعيد بن قبيصة وشق على بشر أن ولاية المهلب من عبد الملك وأوغرت صدره فبعث على عسكر الكوفة عبد الرحمن ابن مختف وأغراه بالمهلب في ترك مشورته وتنغصه وسار المهلب إلى رامهرمز وبها الخوارج وأقبل ابن مختف في أهل الكوفة فنزل على ميل منه بحيث يتراءى العسكران ثم أتاهم نبأ بشر بن مروان وانه استخلف خالد بن عبد الله بن خالد على البصرة وخليفته على الكوفة عمر بن حريث فافترق ناس كثيرة من أهل البصرة وأهل الكوفة فنزلوا الأهواز وكتب إليهم خالد بن عبد الله يتهددهم فلم يلتفتوا إليه وأقبل أهل الكوفة إلى الكوفة وكتب إليهم عمر بن حريث بالنكير والعود إلى المهلب ومنعهم الدخول فدخلوا ليلا إلى بيوتهم (ثم قدم الحجاج) أميرا على العراقين سنة خمس وسبعين فخطب بالكوفة خطبته المعروفة كان منها ولقد بلغني رفضكم المهلب واقبالكم إلى مصركم عاصين مخالفين وأيم الله لا أجد أحدا من عسكره بعد ثلاثة الا ضربت عنقه وأنهب داره ثم دعا العرفاء وقال ألحقوا الناس بالمهلب وأتوني بالبراءة بموافاتهم ولا تغلقن أبواب الجسر ووجد عمر بن ضابئ من المتخلفين وأخبر أنه من قتلة عثمان فقتله فأخرج جند المهلب وازدحموا على الجسر وجاء العرفاء إلى المهلب برامهز فأخذوا كتابه بموافاة الناس وأمرهم الحجاج بمناهضة الخوارج فقاتلوهم شيئا ثم انزاحوا إلى كازرون وسار المهلب وابن مختف فنزلوا بهم وخندق المهلب ولم يخندق ابن مختف وبيتهم الخوارج فوجدوا المهلب حذرا فمالوا إلى ابن مختف فانهزم عنه أصحابه وقاتل حتى قتل وفى حديث أهل الكوفة انهم لما ناهضوا الخوارج مالوا إلى المهلب واضطروه إلى معسكره وأمده عبد الرحمن بعامة عسكره وبقي في خف من الجند فمال إليه الخوارج فنزل ونزل معه القراء واحد وسبعون من أصحابه فقتلوا وجاء المهلب من الغد فدفنه وصلى عليه وكتب بالخبر إلى الحجاج فبعث على معسكره عتاب ابن ورقاء وأمره بطاعة المهلب فأجاب لذلك وفى نفسه منه شئ وعاتبه المهلب يوما ورفع إليه القضيب فرده ابنه المغيرة عن ذلك وكتب عتاب يشكو المهلب إلى الحجاج ويسأله العود وصادف ذلك أمر شبيب فاستقدمه وبقي المهلب
(١٥١)