وجعل الأمير اياز أتابكه وأوصاهم بالطاعة لهما واستحلفهم على ذلك وأمرهم بالمسير إلى بغداد وتخلف عنهم ليعود إلى اصبهان فتوفى في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وبلغ الخبر إلى ابنه ملك شاه والأمير اياز على اثنى عشر فرسخا من بلد يزدجرد فرجعوا وحضروا لتجهيزه وبعثوا به إلى اصبهان للدفن بها في تربة أعدها وأحضر اياز السرادقات والخيام والخفر والشمسة وجميع آلات السلطنة فجعلها لملك شاه وكان أبو الغازي شحنة ببغداد وقد حضر عند السلطان بركيارق بأصبهان في المحرم وحثه على المسير إلى بغداد فلما مات بركيارق سار مع ابنه ملك شاه والأمير اياز ووصلوا بغداد منتصف ربيع الآخر في خمسة آلاف فارس وركب الوزير أبو القاسم علي بن جهير لتلقيهم فلقيهم بدبالى وأحضر أبو الغازي والأمير طمايدل بالديوان وطلبوا الخطبة لملك شاه بن بركيارق فأجاب المستظهر إلى ذلك وخطب له ولقب بألقاب جده ملك شاه ونثرت الدنانير عند الخطبة * (وصول السلطان محمد إلى بغداد واستبداده بالسلطنة والخطبة ومقتل اياز) * كان محمد بعد صلحه مع أخيه بركيارق قد اعتزم على المسير إلى الموصل ليتناولها من يد جكرمس لما كانت من البلاد التي عقد عليها وكان بتبريز ينتظر وصول أصحابه من أذربيجان فلما وصلوا استوزر سعد الملك أبا المحاسن لحسن أثره في حفظ اصبهان ثم رحل في صفر سنة ثمان وتسعين يريد الموصل وسمع جكرمس فاستعد للحصار وأمر أهل السواد بدخول البلد وجاء محمد فحاصره وبعث إليه كتب أخيه بأن الموصل والجزيرة من قسمته وأراه ايمانه بذلك ووعده بأن يقره على ولايتها فقال جكرمس قد جاءتني كتب بركيارق بعد الصلح بخلاف هذا فاشتد محمد في حصاره وقتل بين الفريقين خلق ونقب السور ليلة فأصبحوا وأعادوه ووصل الخبر إلى جكرمس بوفاة بركيارق عاشر جمادى فاستشار أصحابه ورأى المصلحة في طاعة السلطان محمد فأرسل إليه بالطاعة وأن يدخل إليه وزيره سعد الملك فدخل وأشار عليه بالحضور عند السلطان فحضر وأقبل السلطان عليه ورده لجيشه لما توقع من ارتياب أهل البلد بخروجه وأكثر من الهدايا والتحف للسلطان ولوزيره ولما بلغ وفاة أخيه بركيارق سار إلى بغداد ومعه سقمان القطبي نسبة إلى قطب الدولة إسماعيل بن ياقوتا بن داود وداود هو حقر بيك وأبو ألب أرسلان وسار معه جكرمس وصاحب الموصل وغيرهما من الأمراء وكان سيف الدولة صاحب الحلة قد جمع عسكرا خمسة عشر ألفا من الفرسان وعشرة آلاف رجل وبعث ولديه بدران ودبيس إلى السلطان محمد يستحثه على بغداد ولما سمع الأمير اياز بقدومه خرج هو وعسكره وخيموا خارج بغداد
(٤٩٢)