آي شحنة بغداد فأخذ الحلة من يد صدقة فبعث بعض عسكره إلى المدائن وخام عن لقائه حتى قدم السلطان إلى بغداد سنة احدى وثلاثين فقصده وصالحه ولزم بابه * (الفتنة بين الراشد والسلطان مسعود ولحاقه بالموصل وخلعه) * وبعد بيعة الراشد واستقراره في الخلافة وصل برتقش الزكوي من عند السلطان محمود يطلب من الراشد ما استقر على أبيه من المال أيام كونه عندهم وهو أربعمائة ألف دينار فأجابه بأنه لم يخلف شيئا وان ماله كان معه فنهب ثم نمى إلى الراشد أن برتقش تهجم على دار الخلافة وفتش المال فجمع الراشد العساكر وأصلح السور ثم ركب برتقش ومعه الأمراء البلخية وجاؤا لهجم الدار وقاتلهم عسكر الخليفة والعامة فساروا إلى طريق خراسان وانحدر بك آي إلى خراسان وسار برتقش إلى البند هجين ونهبت العامة دار السلطان واشتدت الوحشة بين السلطان والراشد وانحرف الناس عن طاعة السلطان إلى الخليفة وسار داود ابن السلطان في عسكر آذربيجان إلى بغداد ونزل بدار السلطان في صفر من سنة ثلاثين ووصل عماد الدين زنكى من من الموصل ووصل برتقش باردار صاحب قزوين والبقش الكبير صاحب اصبهان وصدقة بن دبيس صاحب الحلة وابن برسق وابن الأحمد يلي وجفل الملك داود برتقش باردار شحنة ببغداد وقبض الراشد على ناصح الدولة أبى عبد الله الحسن بن جهير استادار وعلى جمال الدين اقبال وكان قدم إليه من تكريت فتنكر له أصحابه وخانوه وشفع زنكى في اقبال الخادم فأطلقه وصار عنده وخرج الوزير جلال الدين أبو الرضا ابن صدقة لتلقى زنكى فأقام عنده ثم شفع فيه وأعاده إلى وزارته ولحق قاضي القضاة الزينبي بزنكي أيضا وسار معه إلى الموصل ووصل سلجوق شاه إلى واسط وقبض بها بك آي ونهب ماله فانحدر زنكى إليه وصالحه ورجع إلى بغداد ثم سار السلطان داود نحو طريق خراسان ومعه زنكى لقتال السلطان مسعود وبرز الراشد أول رمضان وسار إلى طريق خراسان ورجع بعد ثلاث وأرسل إلى داود والأمراء بالعود وقتال مسعود من وراء السور وراسلهم مسعود بالطاعة والموافقة فأبوا وتبعهم الخليفة في ذلك وجاء مسعود فنزل على بغداد وحصرهم فيها وثار العيارون وكثر الهرج وأقاموا كذلك نيفا وخمسين وامتنعوا وأقلع السلطان عنهم ثم وصله طرنطاني صاحب واسط بالسفن فعاد وعبر إلى الجانب الغربي فاضطرب الراشد وأصحابه وعاد داود إلى بلاده وكان زنكى بالجانب الغربي فعبر إليه الراشد وسار معه إلى الموصل ودخل السلطان مسعود بغداد منتصف ذي القعدة سنة ثلاثين وأمن الناس واستدعى القضاة والفقهاء والشهود وعرض عليهم يمين الراشد بخطه انى متى جندت جندا وخرجت ولقيت
(٥١١)