(ولما هلك عثمان) واختلف الناس على على كانت عساكر على أكثر عدد المكان الخلافة والفضل الا أنها من سائر القبائل من ربيعة ويمن وغيرهم وجموع معاوية انما هي جند الشأم من قريش شوكة مضر وبأسهم نزلوا بثغور الشأم منذ الفتح فكانت عصبيته أشد وأمضى شوكة ثم كسر من جناح على ما كان من أمر الخوارج وشغله بهم إلى أن ملك معاوية وخلع الحسن نفسه واتفقت الجماعة على بيعة معاوية في منتصف سنة احدى وأربعين عند ما نسي الناس شأن النبوة والخوارق ورجعوا إلى أمر العصبية والتغالب وتعين بنو أمية للغلب على مضر وسائر العرب ومعاوية يومئذ كبيرهم فلم تتعده الخلافة ولا ساهمه فيها غيره فاستوت قدمه واستفحل شأنه واستحكمت في أرض مصر رياسته وتوثق عقده وأقام في سلطانه وخلافته عشرين سنة ينفق من بضاعة السياسة التي لم يكن أحد من قومه أو فر فيها منه يدا من أهل الترشيح من ولد فاطمة وبنى هاشم وآل الزبير وأمثالهم ويصانع رؤس العرب وقروم مضر بالاغضاء والاحتمال والصبر على الأذى والمكروه وكانت غايته في الحلم لا تدرك وعصابته فيها لا تنزع ومرقاته فيها تزل عنها الاقدام (ذكر) أنه مازح عدى بن حاتم يوما يؤنبه بصحبة على فقال له عدى والله ان القلوب التي أبغضناك بها لفي صدورنا وان السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ولئن أدنيت الينا من الغدر شبرا لندنين إليك من الشر باعا وان حز الحلقوم وحشرجة الحيزوم لاهون علينا من أن نسمع المساءة في على فشم السيف يا معاوية يبعث السيف فقال معاوية هذه كلمات حق فاكتبوها وأقبل عليه ولاطفه وتحادثا وأخباره في الحلم كثيرة * (بعث معاوية العمال إلى الأمصار) * لما استقل معاوية بالخلافة عام عدم الجماعة بعث العمال إلى الأمصار فبعث على الكوفة المغيرة بن شعبة ويقال انه ولى عليها أولا عبد الله بن عمرو بن العاص فأتاه المغيرة منتصحا وقال عمرو بمصر وابنه بالكوفة فأنت بين نابي أسد فعزله وولى المغيرة وبلغ ذلك عمرا فقال لمعاوية يختان المال فلا تقدر على رده فعد فاستعمل من يخافك فنصب المغيرة على الصلاة وولى على الخراج غيره وكان على القضاء شريح (ولما ولى) المغيرة على الكوفة استعمل كثير بن شهاب على الري وأقره زياد بعده وكان يغزو الديلم ثم بعث على البصرة بسر بن أرطاة وكان قد تغلب عليها حمران بن زيد عند صلح الحسن مع معاوية فبعث بسرا عليها فخطب الناس وتعرض لعلى ثم قال نشدت الله رجلا يعلم أنى صادق أو كاذب ولا صدقني أو كذبني فقال أبو بكرة اللهم لا نعلمك الا كاذبا فأمر به فخنق فقام أبو لؤلؤة الضبي فدفع عنه وكان على فارس من أعمال
(٤)