المؤمنين وبعث دعاته في الناس فحملوهم على مذهبهم فأجابوا الا قليلا عرض عليهم السيف وقسم الأموال والجواري في رجال كتامة وأقطعهم الأموال والاعمال ودون الدواوين وجبى الأموال وبعث العمال على البلاد فبعث على صقلية الحسن بن أحمد ابن أبي خنزير فوصل إلى مازر في عيد الأضحى من سنة تسع وتسعين فاستقصى بها إسحاق بن المنهال وأجاز البحر سنة ثمان وتسعين إلى بسط قلورية فأثخن فيها وعاد وثار به أهل صقلية سنة تسع وتسعين فحبسوه واعتذروا إلى المهدى لسوء سيرته فعذرهم وولى عليهم علي بن عمر البلوى فوصل إليهم خاتمة السنة المذكورة * (أخبار ابن الليث بفارس) * قد ذكرنا من قبل استيلاء الليث بن علي بن الليث وسيكرى مولى عمر بن الليث على فارس من يد طاهر بن محمد ثم أخرج سكرى بعد ذلك الليث وانفرد بها وسار إليه طاهر بن محمد بن عمرو فواقعه وانهزم طاهر وأسر سيكرى وأسر أخاه يعقوب وبعث بهما إلى المقتدر مع كاتبه عبد الرحمن بن جعفر الشيرازي وقد آمره على ما يحمله وذلك سنة ست وتسعين ثم سار إليه الليث بن علي من سجستان سنة سبع وتسعين فغلبه وملك فارس وهرب سيكرى إلى ارجان وأمده المقتدر بمؤنس الخادم في العساكر فجاء إلى أرجان وجاء الحسين بن حمدان من قم إلى البيضاء في اعانته فسار لملاقاته وأضل الطريق إلى مسالك صعبة أشرف على عسكر مؤنس وكان سيكرى قد بعث أخاه إلى شيراز ليحفظها فلما أشرف على العسكر ظنه عسكر أخيه فثاروا إليه واقتتلوا وانهزم عسكر الليث وأخذ أسيرا وأشار عليه أصحابه أن يقبض على سيكرى ويطلب من المقتدر ولاية فارس مكانه فوافقهم طاهر ودس إليه فلحق بشيراز وعاد مؤنس إلى بغداد بالليث أسيرا والحسين بن حمدان إلى عمله بقم ثم إن عبد الرحمن بن جعفر كاتب سيكرى استولى على أمره وحده أصحابه وأكثروا السعاية فيه عند سيكرى فحبسه واستكتب مكانه إسماعيل بن إبراهيم اليمن فحمله على العصيان ومنع الحمل ودس عبد الرحمن بن جعفر من محبسه إلى الوزير ابن الفرات بذلك فكتب إلى مؤنس وهو بواسط يأمره بالعود إلى فارس فسار وأرسله سيكرى وأنسه وسأل منه الوساطة في أمره وشعر ابن الفرات بميل مؤنس إلى بغداد وسار محمد بن جعفر فهزم سيكرى على شيراز فخلص إلى قم وتحصن بها وحاصره محمد بن جعفر ثم خرج إليه فهزمه ثانية ودخل مغارة خراسان فلقيته عساكر إسماعيل إلى بغداد فحبسا هنالك واستولى محمد ابن جعفر من القواد على فارس وولى عليها قبيجا خادم الأفشين ثم صارت ولايتها لبدر ابن عبد الله الحمامي وفى آخر
(٣٦٥)