وان خطب غيره فنادر وآخر خليفة جالس السمر وواصل الندماء ودولته آخر دول الخلفاء في ترتيب النفقات والجوائز والجرايات والمطابخ والخدم والحجاب وكان يحكم يوم وفاته غائبا بواسط حين ملكها من يد ابن البريدي فانتظر في الأمور وصول مراسمه فورد كتابه مع كاتبه أبى عبد الله الكوفي يأمر فيه باجتماع الوزراء وأصحاب الدواوين والقضاة والعلويين والعباسيين ووجوه البلد عند الوزير أبى القاسم سليمان بن الحسن ويشاورهم الكوفي فيمن ينصب للخلافة ممن يرتضى مذهبه وطريقه فاجتمعوا وذكروا إبراهيم بن المقتدر واتفقوا عليه وأحضروه من الغد وبايعوا له آخر ربيع الأول من سنة تسع وعشرين وعرضت عليه الألقاب فاختار المتقى لله وأقر سليمان على وزارته كما كان والتدبير كله للكوفي كاتب يحكم وولى سلامة الطولوني على الحجبة * (مقتل يحكم) * كان أبو عبد الله البريدي بعد هربه إلى البصرة من واسط أنفذ جيشا إلى المدار فبعث إلى لقائهم جيشا من واسط عليهم تورون انتخب له الكرة فظفر بجيش ابن البريدي ولقى يحكم خبره في الطريق فسر بذلك وذهب يتصيد فبلغ نهر جور وعثر في طريقه ببعض الأكراد فشره لغزوهم وقصدهم في خف من أصحابه وهربوا بين يديه وهو يرشقهم بسهامه وجاءه غلام منهم من خلفه فطعنه فقتله واختلف عسكره فمضى الديلم فكانوا ألفا وخمسمائة إلى ابن البريدي وقد كان عزم على الهرب من البصرة فبعث لقدومهم وضاعف أرزاقهم وأدرها عليهم وذهب الأتراك إلى واسط وأطلقوا بكتيك من حبسه وولوه عليهم فسار بهم إلى بغداد في خدمة المتقى وحصر ما كان في دار يحكم من الأموال والدواوين فكانت ألف ألف ومائة ألف دينار ومدة امارته سنتان وثمانية أشهر * (امارة البريدي ببغداد وعوده إلى واسط) * لما قتل يحكم قدم الديلم عليهم بكشوار بن ملك بن مسافر ومسافر هو ابن سلاو صاحب الطرم الذي ملك ولده بعده آذربيجان وقاتلهم الأتراك فقتلوه فقدم الديلم عليهم مكانه كورتكين منهم وقدم الأتراك عليهم بكتيك مولى يحكم وانحدر الديلم إلى أبي عبد الله بن البريدي فقوى بهم واصعدوا إلى واسط وأرسل المتقى إليهم مائة وخمسين ألف دينار على أن يرجعوا عنها ثم قسم في الأتراك في أجناد بغداد أربعمائة ألف دينار من مال يحكم وقدم عليهم سلامة الطولوني وبرز بهم المتقى إلى نهر ديالى آخر شعبان سنة ست وعشرين وسار ابن البريدي من واسط فأشفق أتراك يحكم ولحق بعضهم بابن البريدي وسار آخرون إلى الموصل منهم تورون وجحجح واختفى سلامة الطولوني وأبو عبد الله الطولوني ودخل أبو عبد الله البريدي بغداد أول رمضان ونزل بالشفيعي ولقيه الوزير
(٤١٠)