وسار يحكم من الأهواز إلى تستر وبلغ الخبر إلى ابن رائق بواسط فسار إلى بغداد وجاء يحكم من تستر إلى واسط ولما استولى معز الدولة وابن البريد على عسكر مكرم ولقيهم أهل الأهواز وساروا معهم إليها فأقاموا شهرا ثم طلب معز الدولة من ابن البريدي عسكره الذي بالبصرة ليسير بهم إلى أخيه ركن الدولة بأصبهان لحرب وشمكير فأحضر منهم أربعة آلاف ثم طلب من عسكره الذين بحصن مهدى ليسير بهم في الماء إلى واسط فارتاب ابن البريدي وهرب إلى البصرة وبعث إلى عسكرها الذين ساروا إلى أصبهان وكانوا متوقفين بالسوس فرجعوا إليه ثم كتب إلى معز الدولة أن يفرج له عن الأهواز ليتمكن من الجباية والوفاء بها لأخيه عماد الدولة وكان قد ضمن له الأهواز والبصرة بثمانية عشر ألف ألف درهم فرحل معز الدولة إلى عسكر مكرم وأنفذ ابن البريدي عامله إلى الأهواز ثم بعث إلى معز الدولة بان يتأخر إلى السوس فأبى وعلم يحكم بحالهم فبعث جيشا استولوا على السوس وجندي سابور وبقيت الأهواز بيد ابن البريدي ومعز الدولة بعسكر مكرم وقد ضاقت أحوال جنده ثم بعث إليه أخوه عماد الدولة بالمدد فسار إلى الأهواز وملكها ورجع ابن البريدي إلى البصرة ويحكم في ذلك مقيم بواسط وقد صرف همه إلى الاستيلاء على رتبة ابن رائق ببغداد وقد أنفذ له ابن رائق علي بن خلف طباب ليسيروا إلى الأهواز ويخرجوا ابن بويه ويكون يحكم على الحرب وابن خلف على الخراج فلم يلتفت يحكم لذلك واستوزر على ابن خلف ويحكم في أحوال واسط ولما رأى أبو الفتح الوزير ببغداد ادبار الأحوال أطمع ابن رائق في مصر والشأم وقال أنا أجبيهما لك وعقد بينه وبين ابن طغج صهرا وسار أبو الفتح إلى الشأم في ربيع الآخر وشعر ابن رائق بمحاولة يحكم عليه فبعث إلى ابن البريدي بالاتفاق على يحكم على أن يضمن ابن البريدي واسط بستمائة ألف فنهض يحكم إلى ابن البريدي قبل ابن رائق وسار إلى البصرة فبعث إليه ابن البريدي أبا جعفر الجمال في عشرة آلاف فهزمهم يحكم وارتاع ابن البريدي لذلك ولم يكن قصد يحكم الا الألفة فقط والتضرع لابن رائق فبعث إليه بالمسالمة وان يقلده واسط إذا تم أمره فاتفقا على ذلك وصرف نظره إلى أمر بغداد * (وزارة ابن مقلة ونكبته) * ولما انصرف أبو الفتح بن الفرات إلى الشام استوزر الراضي أبا علي بن مقلة على سنن من قبله والامر لابن رائق وابن مقلة كالعارية وكتب له في أمواله وأملاكه فلم يردها فشرع في التدبير عليه فكتب إلى ابن رائق بواسط ووشمكير بالري يطمع كلا منهما في مكانه وكتب الراضي يشير بالقبض على ابن رائق وأصحابه واستدعى يحكم لمكانه وأنه يستخرج منهم ثلاثة آلاف ألف دينار فأطمعه الراضي على كره فكتب هو إلى يحكم
(٤٠٥)