* (وقعة بغا في الاعراب) * كان بنو سليم يفسدون بنواحي المدينة ويتسلطون على الناس في أموالهم وأوقعوا بناس من كنانة وباهلة وبعث محمد بن صالح إليهم مسلحة المدينة ومعهم متطوعة من قريش والأنصار فهزمهم بنو سليم وقتلوا عامتهم وأحرقوا لباسهم وسلاحهم وكراعهم ونهبوا القرى ما بين مكة والمدينة وانقطع الطريق فبعث الواثق بغا الكبير وقدم المدينة في شعبان فقاتلهم وهزمهم وقتل منهم خمسين رجلا وأسر مثلها واستأمنوا له على حكم الواثق فقبض على ألف منهم ممن يعرف بالفساد فحبسهم بالمدينة وذلك سنة ثلاثين ثم حج وسار إلى ذات عرق وعرض على بنى هلال مثل بنى سليم فأخذ من المفسدين منهم نحو ثلثمائة رجل وحبسهم بالمدينة وأطلق الباقين ثم خرج بغا إلى بنى مرة فنقب أولئك الأسرى الحبس وقتلوا الموكلين فاجتمع عليهم أهل المدينة ليلا ومنعوهم من الخروج فقاتلوهم إلى الصبح ثم قتلوهم وشق ذلك على بغا وكان سبب غيبته ان فزارة وبنى مرة تغلبوا على فدك فخرج إليهم وقدم رجلا من قواده يعرض عليهم الأمان فهربوا من سطوته إلى الشأم واتبعهم إلى تخوم الحجاز من الشام وأقام أربعين ليلة ثم رجع إلى المدينة بمن ظفر منهم وجاءه قوم من بطون غفار وفزارة وأشجع وثعلبة فاستحلفهم على الطاعة ثم سار إلى بنى كلاب فأتوه في ثلاثة آلاف رجل فحبس أهل الفساد منهم ألفا بالمدينة وأطلق الباقين وأمره الواثق سنة اثنين وثلاثين بالمسير إلى بنى نمير باليمامة وما قرب منها لقطع فسادهم فسار إليهم ولقى جماعة الشريف منهم فحاربهم وقتل منهم خمسين وأسر أربعين ثم سار إلى مرة وبعث إليهم في الطاعة فامتنعوا وساروا إلى جبال السند وطف اليمامة وبعث سراياهم فأوقع بهم في كل ناحية ثم سار إليهم في ألف رجل فلقيهم قريبا من اضاخ فكشفوا مقدمته وميسرته وأثخنوا في عسكره بالقتل والنهب ثم ساروا تحت الليل وهو في اتباعهم يدعوهم إلى الطاعة وبعث طائفة من جنده يدعون بعضهم وأصبح وهو في قلة فحملوا عليه وهزموه إلى معسكره وإذا بالطائفة الذين بعثهم قد جاؤوا من وجهتهم فلما رآهم بنو نمير من خلفهم ولوا منهزمين وأسلموا رجالهم وأموالهم ونجوا غلى خيلهم ولم يفلت من رجالتهم أحد وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة وأقام بمكان الوقعة واستأمن له أمراؤهم فقيدهم وحبسهم بالبصرة وقدم عليه واجن الأشروسني في سبعمائة مقاتل مددا فبعثه إلى اتباعهم إلى أن بلغ تبالة من اعمال اليمن ورجع وسار بغا إلى بغداد بمن معه منهم وكانوا نحو ألفى رجل ومائتي رجل وكتب إلى صالح أمير المدينة أن يوافيه ببغداد من عنده منهم فجاء بهم وسلموا جميعا
(٢٧١)