* (عزل الوليد عن المدينة وولاية عمر بن سعيد) * ولما بلغ الخبر إلى يزيد بصنيع الوليد بن عتبة في أمر هؤلاء النفر عزله عن المدينة واستعمل عليها عمر بن سعيد الأشرق فقدمها في رمضان واستعمل على شرطته عمر ابن الزبير بالمدينة لما كان بينه وبين أخيه من البغضاء وأحضر نفرا من شيعة الزبير بالمدينة فضربهم من الأربعين إلى الخمسين إلى الستين منهم المنذر بن الزبير وابنه محمد وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وعثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام ومحمد ابن عمار بن ياسر وغيرهم ثم جهز البعوث إلى مكة سبعمائة أو نحوها وقال لعمر بن الزبير من نبعث إلى أخيك فقال لا تجد رجلا أنكى له منى فجهز معه سبعمائة مقاتل فيهم أنس بن عمير الأسلمي وعذله مروان بن الحكم في غزو مكة وقال له اتق الله ولا تحل حرمة البيت فقال والله لنغزونه في جوف الكعبة وجاء أبو شريح الخزاعي إلى عمر بن سعيد فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما أذن لي بالقتال فيها ساعة من نهار ثم عادت كحرمتها بالأمس فقال له عمر نحن أعلم بحرمتها منك أيها الشيخ وقيل إن يزيد كتب إلى عمر بن سعيد أن يبعث عمر بن الزبير بالجيش إلى أخيه فبعثه في ألفى مقاتل وعلى مقدمته أنيس فنزل أنيس بذي طوى ونزل عمر بالأبطح وبعث إلى أخيه أن بر يمين يزيد فإنه حلف أن لا يقبل بيعة إلا أن يؤتى بك في جامعه فلا يضرب الناس بعضهم بعضا فإنك في بلد حرام فأرسل عبد الله بن الزبير من اجتمع له من أهل مكة مع عبد الله بن صفوان فهزموا أنيسا بذي طوى وقتل أنيس في الهزيمة وتخلف عن عمر ابن الزبير أصحابه فدخل دار ابن علقمة وأجاره عبدة بن الزبير وقال لأخيه قد أجرته فأنكر ذلك عليه وقيل إن صفوان قال لعبد الله بن الزبير اكفني أخاك وأنا أكفيك أنيس بن عمر وسار إلى أنيس فهزمه وقتله وسار مصعب بن عبد الرحمن إلى عمر فتفرق عقه أصحابه وأجاره أخوه عبدة فلم يجز أخوه عبد الله جواره وضربه بكل من ضربه بالمدينة وحبسه بسجن عارم ومات تحت السياط * (مسير الحسين إلى الكوفة ومقتله) * ولما خرج الحسين إلى مكة لقيه عبد الله بن مطيع وسأله أين تريد فقال مكة وأستخير الله فيما بعد فنصحه أن لا يقرب الكوفة وذكره قتلهم أباه وخذلانهم أخاه وأن يقيم بمكة لا يفارق الحرم حتى يتداعى إليه الناس ورجع عنه وترك الحسين بمكة فأقام والناس يختلفون إليه وابن الزبير في جانب الكعبة يصلى ويطوف عامة النهار ويأتي الحسين فيمن يأتي ويعلم أن أهل الحجاز لا يلقون إليه مع الحسين ولما بلغ أهل الكوفة بيعة يزيد ولحاق الحسين بمكة اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد وكتبوا إليه عن نفر منهم
(٢١)