احدى وثمانين ولى على افريقة محمد بن مقاتل بن حكيم العكي وكان أبوه من قواد الشيعة ومحمد رضيع الرشيد وتلاده فلما استعفى هرثمة ولاه مكانه واضطربت عليه إفريقية وكان إبراهيم بن الأغلب بها واليا على الزاب وكان جند إفريقية يرجعون إليه فأعانه وحمل الناس على طاعته بعد أن أخرجوه فكرهوا ولاية محمد بن مقاتل وحملوا إبراهيم بن الأغلب على أن كتب إلى الرشيد يطلب ولاية إفريقية على أن يترك المائة ألف دينار التي كانت تحمل من مصر معونة إلى والى إفريقية ويحمل هو كل سنة أربعين ألف دينار فاستشار الرشيد بطانته فأشار هرثمة بإبراهيم بن الأغلب وولاه الرشيد في محرم سنة أربعة وثمانين فضبط الأمور وقبض على المؤمنين وبعث بهم إلى الرشيد فسكنت البلاد وابتنى مدينة بقرب القيروان سماها العباسية وانتقل إليها بأهله وخاصته وحشمه وصار ملك إفريقية في عقبه كما يذكر في أخبارها إلى أن غلبهم عليها الشيعة العبيديون وكان يزيد بن مزيد على أذربيجان فولاه الرشيد سنة ثمان وثمانين على أرمينية مضافة إليها وولى خزيمة بن خازم على نصيبين وولى الرشيد سنة أربع وثمانين على اليمن ومكة حمادا البربري وعلى السند داود بن يزيد بن حاتم وعلى الجبل يحيى الحريشي وعلى طبرستان مهروية الزاي وقتله أهل طبرستان سنة خمس وثمانين فولى مكانه عبد الله بن سعيد الحريشي وفيها توفى يزيد بن زائدة الشيطاني ببردعة وكان على أذربيجان وأرمينية فولى مكانه ابنه أسد بن يزيد بن حاتم وفى سنة تسع وثمانين سار الرشيد إلى الري وولى على طبرستان والري ودنباوند وقوس وهمذان عبد الملك بن مالك وفى سنة تسعين ولى على الموصل خالد بن يزيد بن حاتم وقد تقدم لنا ولاية هرثمة على سليمان ونكبة علي بن عيسى في سنة احدى وتسعين ظفر حماد البربري بهيصيم اليماني وجاء به إلى الرشيد فقتله وولى في هذه السنة على الموصل محمد بن الفضل ابن سليمان وكان على مكة الفضل بن العباس أخي المنصور والسفاح * (خلع رافع بن الليث بما وراء النهر) * كان رافع بن نصر بن سيار من عظماء الجند فيما وراء النهر وكان يحيى بن الأشعث قد تزوج ببعض النساء المشهورات الجمال وتسرى عليها وأكثر ضرارها وتشوقت إلى التخلص منه فدس إليها رافع بن الليث بأن تحاول من يشهد عليها بالكفر لتخلص منه وتحل للأزواج ثم ترجع وتتوب فكان وتزوجها وشكا يحيى بن الأشعث إلى الرشيد وأطلعه على جل الامر فكتب إلى علي بن عيسى أن يفرق بينهما ويقيم الحد على رافع ويطوف به في سمرقند مقيدا على حمار ليكون عظة لغيره ففعل ذلك ولم يجده رافع وحبس بسمرقند فهرب من الحبس ولحق بعلى بن عيسى في بلخ فهم بضرب عنقه فشفع
(٢٢٨)