لذلك إسحاق بن كنداج وفارق عسكره وأوقع بالأكراد اليعقوبية وانتهب أموالهم ثم لقى ابن مساور الخارجي فقتله وسار إلى الموصل فقاطع أهلها على مال وكان عليهم على ابن داود قائدا فدفعه وسار ابن كنداج إليه فخرج علي بن داود واجتمع حمدان بن حمدون الثعلبي وإسحاق بن عمر بن أيوب بن الخطاب الثعلبي العدوي فكانوا خمسة عشر وجاءهم على بي داود فلقيهم اسحق في ثلاثة آلاف فهزمهم بدسيسة من أهل مسيرتهم وسار حمدان وعلي بن داود إلى نيسابور وابن أيوب إلى نصيبين وابن كنداج في اتباعه فسار عنها واستجار بعيسى ابن الشيخ الشيباني وهو بأمد وأبى العز موسى ابن زرارة وهو عامل أردن فأنجداه وبعث المعتمد إلى إسحاق بن كنداج بولاية الموصل فدخلها وأرسل إليه ابن الشيخ وابن زرارة مائة ألف دينار على أن يقرهم على أعمالهم فأبى فاجتمعوا على حربه فرجع إلى اجابتهم ثم حاربوه سنة سبع وستين واجتمع لحربه إسحاق بن أيوب وعيسى ابن الشيخ وأبو العز بن حمدان بن حمدون في ربيعة وثعلب وبكر واليمن فهزمهم ابن كنداج إلى نصيبين ثم إلى آمد وحمر عسكر الحصار ابن الشيخ بآمد وكانت بينهم حروب * (حروب الخوارج بالموصل) * كان مساور الخارجي قد هلك في حروبه مع العساكر سنة ثلاث وستين بالبوارسح وأراد أصحابه ولاية محمد بن حرداد بشهرزور فامتنع وبايعوا أيوب بن حيان المعروف بالغلام فقتل فبايعوا هارون بن عبد الله البجلي وكثر أتباعه واستولى على بلد الموصل وخرج عليه من أصحابه محمد بن حرداد وكان كثير العبادة والزهد يجلس على الأرض ويلبس الصوف الغليظ ويركب البقر لئلا يفر في الحرب فنزل واسط وجاء وجوه أهل الموصل فسار إليهم وهرون غائب في الأحشاد فبادر إليه واقتتلا وانهزم هارون وقتل من أصحابه نحو مائتين وقصد بنى ثعلب مستنجدا بهم فأنجدوه وسار معه حمدان ابن حمدون ودخل معه الموصل ودخل ابن حرداد واستمال هارون أصحابه ورجع إلى الحديثة ولم يبق مع ابن حرداد الا قليل من الأكراد فمالوا إلى هارون بالموصل فخرج وأوقع بابن حرداد فقتله وأوقع بالأكراد الجلالية وكثر أتباعه وغلب على القرى والرساتيق وجعل على دجلة من يأخذ الزكاة من الأموال المصعدة والمنحدرة ووضع في الرساتيق من يقبض اعتبار الغلات واستقام أمره ثم جاء بنو ساسان لقتاله سنة ست وسبعين واستنجد بحمدان بن حمدون فجاءه بنفسه وسار إلى نهر الخازن وانهزمت طليعتهم وانهزموا بانهزامها وجاء بنو شيبان إلى قسوى فانجفل أهلها وأقام هارون وأصحابه بالحديثة
(٣٢٩)