وزهده وكتب له عبد الملك أن يبايعه فرجع إلى مكة ونزل شعب أبى طالب فأخرجه ابن الزبير فسار إلى الطائف وعذل ابن عباس ابن الزبير على شانه ثم خرج عنه ولحق بالطائف ومات هنالك وصلى عليه ابن الحنفية وعاش إلى أدرك حصار الحجاج لابن الزبير (ولما قتل ابن الزبير) بايع لعبد الملك وكتب عبد الملك إلى الحجاج بتعظيم حقه وبسط أمله ثم قدم إلى الشأم وطلب من عبد الملك أن يرفع حكم الحجاج عنه ففعل وقيل إن ابن الزبير بعث إلى ابن عباس وابن الحنفية في البيعة حتى يجتمع الناس على امام فان في هذه فتنة فحبس ابن الحنفية في زمزم وضيق على ابن عباس في منزله وأراد احراقهما فأرسل المختار جيشه كما تقدم ونفس عنهما ولما قتل المختار قوى ابن لزبير عليهما فخرجا إلى الطائف * (مقتل ابن زياد) * ولما فرغ المختار من قتال أهل الكوفة آخر سنة ست وستين بعث إبراهيم بن الأشتر لقتال ابن زياد وبعث معه وجوه أصحابه وفرسانهم وشيعته وأوصاه وبعث معه بالكرسي الذي كان يستنصر به وهو كرسي قد غشاه بالذهب وقال للشيعة هذا فيكم مثل التابوت في بنى إسرائيل فكبر شأنه وعظم وقاتل ابن زياد فكان له الظهور وافتتن به الشيعة ويقال انه كرسي علي بن أبي طالب وان المختار أخذه من والد جعدة بن هبيرة وكانت أمه أم هانئ بنت أبي طالب فهو ابن أخت على ثم أسرع إبراهيم بن الأشتر في السير وأوغل في أرض الموصل وكان ابن زياد قد ملكها كما مر فلما دخل إبراهيم أرض الموصل عبى أصحابه ولما بلغ نهر الحارم بعث على مقدمته الطفيل بن لقيط النخعي ونزل ابن زياد قريبا من النهر وكانت قيس مطبقة على بنى مروان عند المرج وجند عبد الملك يومئذ فلقى عمير بن الحساب السلمي إبراهيم بن الأشتر وأوعده أن ينهزم بالميسرة وأشار عليه بالمشاجرة ورأى عند ابن الأشتر ميلا إلى المطاولة فثناه عن ذلك وقال إنهم ميلوا منكم رعبا وان طاولتهم اجترؤا عليكم قال وبذاك أوصاني صاحبي ثم عبى أصحابه في السحر الأول ونزل يمشي ويحرض الناس حتى أشرف على القوم وجاءه عبد الله بن زهير السلولي بأنهم خرجوا على دهش وفشل وابن الأشتر يحرض أصحابه ويذكرهم أفعال ابن زياد وأبيه ثم التقى الجمعان وحمل الحصين بن نمير من ميمنة أهل الشأم على ميسرة إبراهيم فقتل علي بن مالك الخثعمي ثم أخذ الراية فرد بن علي فقتل وانهزمت الميسرة فأخذ الراية عبد الله بن ورقاء بن جنادة السلولي ورجع بالمنهزمين إلى الميسرة كما كانوا وحملت ميمنة إبراهيم على ميسرة ابن زياد وهم يرجون أن ينهزم عمير بن الحباب كما وعدهم فمنعته الآنفة
(٢٨)