وأسر أبا الغنائم وجاء به إلى بغداد فأدخله على جمل وشفع دبيس بن مزيد في قتله وجاء إلى مقابل التاج من دار الخليفة فقبل الأرض وعاد إلى منزله * (وصول الغز إلى الدسكرة ونواحي بغداد) * وفى شوال من سنة ست وأربعين وصل صاحب حلوان من الغز وهو إبراهيم ابن إسحاق إلى الدسكرة فافتتحها ونهبها وصادر النساء ثم سار إلى رسغباد وقلعة البردان وهي لسعدى بن أبي الشوك وبها أمواله فامتنعت عليه فخرب ما حولها من القرى ونهبها وقوى طمع الغز في البلاد وضعف أمر الديلم والأتراك ثم بعث طغرلبك أبا على ابن أبي كاليجار الذي كان بالبصرة في جيش من الغز إلى خوزستان فاستولى على الأهواز وملكها ونهب الغز الذين معه أموال الناس ولقوا منهم عناء * (استيلاء الملك الرحيم على شيراز) * وفى سنة سبع وأربعين سار فولاد الذي كان بقلعة إصطخر من الديلم وقد ذكرناه إلى شيراز فملكها من يد أبى منصور فولاستون بن أبي كاليجار وكان خطب بها للسلطان طغرلبك فخطب فولاد بها للملك الرحيم ولأخيه أبى سعد يخادعهما بذلك وكان أبو سعد بأرجان فاجتمع هو وأخوه أبو منصور على حصار شيراز في طاعة أخيهما الملك واشتد الحصار على فولاد وعدمت الأقوات فهرب عنها إلى قلعة إصطخر وملك الاخوان شيراز وخطبا لأخيهما الملك الرحيم * (وثوب الأتراك ببغداد بالبساسيري) * قد ذكرنا تأكد الوحشة بين البساسيري ورئيس الرؤساء ثم تأكدت سنة سبع وأربعين وعظمت الفتنة بالجانب الشرقي بين العامة وبين أهل السنة للامر بالمعروف والنهى عن المنكر وحضروا الديوان حتى أذن لهم في ذلك وتعرضوا لبعض سفن البساسيري منحدرة إليه بواسط وكشفوا فيها عن جرار خمر فجاؤوا إلى أصحاب الديوان الذين أمروا بمساعدتهم واستدعوهم لكسرها فكسروها واستوحش لذلك البساسيري ونسبه إلى رئيس الرؤساء واستفتى الفقهاء في أن ذلك تعد على سفينته فأفتاه الحنفية بذلك ووضع رئيس الرؤساء الأعيان على البساسيري باذن من دار الخلافة وأظهر معايبه وبالغوا في ذلك ثم قصدوا في رمضان دور البساسيري باذن من دار الخلافة فنهبوها وأحرقوها ووكلوا بحرمه وحاشيته وأعلن رئيس الرؤساء بذم البساسيري وانه يكاتب المستنصر صاحب مصر فبعث القائم إلى الملك الرحيم
(٤٥٨)