سلاحهم وخرج جماعة من أهل البصرة لقتاله فبعث إليهم يحيى بن محمد في خمسمائة رجل فهزمهم وأخذ سلاحهم ثم طائفة أخرى كذلك وأخرى وخرج قائدان من البصرة فهزمهما وقتل منهما وكانت معهما سفن ألقتها الريح إلى الشط فغنموا ما فيها وقتلوا وكثر عيثه وفساده وجاء أبو هلال من قواد الأتراك في أربعة آلاف مقاتل فلقيه على نهر الريان فهزمه الزنج واستلحموا أكثر أصحابه ثم خرج أبو منصور أحد موالي الهاشميين في عسكر عظيم من المطوعة والبلالية والسعدية فسرح للقائهم علي بن أبان فلقى طائفة منهم فهزمهم ثم أرسل طائفة أخرى إلى مرفأ السفن وفيه نحو من ألفى سفينة فهرب عنها أهلها ونهبوها ثم جاءت عساكر أبى منصور وقعد الزنوج لهم بين النخل وعليهم علي بن أبان ومحمد بن مسلم فهزموا العسكر وقتلوا منهم وأخذوا سلاحهم ثم سار فنهب القرى حتى امتلأت أيديهم بالنهب ثم سار يريد البصرة ولقيته عساكرها فهزمهم الزنج وأثخنوا فيهم ثم سار من الغد نحو البصرة وخرج إليه أهلها واحتشدوا وزحفوا إليه برا وبحرا فلقيهم بالسد وانهزموا هزيمة شنعاء كثر فيها القتل ووهن أهل البصرة وكتبوا إلى الخليفة فبعث إليهم جعلان التركي مددا وولى على الأبلة أبا الأخوص الباهلي وأمه بجند من الأتراك وقد بث صاحب الزنج أصحابه يمينا وشمالا للغارة والنهب ولما وصل جعلان إلى البصرة نزل على فرسخ منهم وخندق عليه وأقام ستة أشهر يسرح لحربهم الزيني مع بنى هاشم ومرجف ثم بيته الزنج فقتلوا جماعة من أصحابه وتحول عن مكانه ثم انصرف عن حربهم وظفر صاحب الزنج بعده من المراكب غنم فيها أموالا عظيمة وقتل أهلها وألح بالغارات على الأبلة إلى أن دخلها عنوة آخر رجب سنة ست وخمسين وقتل عاملها أبا الأخوص عبيد الله بن حميد الطوسي وخلقا من أهلها واستباحها وأحرقها وبلغ ذلك أهل عبادان فاستأمنوا له وملكها واستولى على ما فيها من الأموال والعبيد والسلاح إلى الأهواز وبها إبراهيم ابن المدبر على الخراج فهرب أهلها ودخلها الزنج ونهبوا وأسروا ابن المدبر فخاف أهل البصرة وافترق كثير منهم من البلدان وبعث المعتمد سعيد بن صالح الحاجب لحربهم سنة سبع وخمسين فهزمهم وأخذ ما معهم وأثخن فيهم وكان ابن المدبر أسيرا عندهم في بيت يحيى بن محمد البحراني وقد ضمن لهم مالا كثيرا ووكل به رجلين فداخلهم حتى حفر سربا من البيت وخرج منه ولحق بأهله * (خلع المهتدى وقتله وبيعة المعتمد) * وفى أول رجب من سنة ست وخمسين شعف الأتراك من الترك والدور بطلب أرزاقهم وبعث المهتدى أخاه أبا القاسم ومعه كفقا وغيره فشكوهم وعادوا وبلغ محمد
(٣٠٣)