ألف دينار وأجرى عليهم الارزاق وعبر الفرات؟؟ إلى فأقام بها وبعث ابنه هارون للغزو وأجاز معه الدروب إلى جيحان مشيعا وبعث معه عيسى بن موسى وعبد الملك بن صالح والحسن بن قحطبة والربيع بن يونس ويحيى بن خالد بن برمك وكان إليه أمر العسكر والنفقات وحاصروا حصن سمالوا أربعين يوما ثم فتحوه بالأمان وفتحوا بعده فتوحات كثيرة وعادوا إلى المهدى وقد أثخن في الزنادقة وقتل من كان في تلك الناحية منهم ثم قفل إلى بغداد ومر ببيت المقدس وصلى في مسجده ورجع إلى بغداد * (العهد لهارون) * وفى سنة ست وستين أخذ المهدى البيعة لابنه هارون بعد أخيه الهادي ولقبه الرشيد * (نكبة الوزير يعقوب بن داود) * كان أبو داود بن طهمان كاتبا لنصر بن سيار هو واخوته وكان شيعيا وعلى رأى الزيدية ولما خرج يحيى بن زيد بخراسان كان يكاتبه بأخبار نصر فأقصاه نصر فلما طلب أبو مسلم بدم يحيى جاءه داود فأمنه في نفسه وأخذ ما اكتسبه من المال أبام نصر وأقام بعد ذلك عاطلا ونشأ له ولد أهل أدب وعلم وصحبوا أولاد الحسن وكان داود يصحب إبراهيم بن عبد الله فورثوا ذلك عنه ولما قتل إبراهيم طلبهم المنصور وحبس يعقوب وعليا مع الحسن بن إبراهيم حتى توفى وأطلقهما المهدى بعده مع من أطلق وداخله المهدى في أمر الحسن لما فر من الحبس فكان ذلك سببا لوصلته بالمهدي حتى استوزره فجمع الزيدية وولاهم شرقا وغربا وكثرت السعاية فيه من البطانة بذلك وبغيره وكان المهدى يقبل سعايتهم حتى يروا أنها قد تمكنت فإذا غدا عليه تبسم وسأله وكان المهدى مشتهرا بالنساء فيخوض معه في ذلك وفيما يناسبه ويتغلب برضاه وسامره في بعض الليالي وجاء ليركب دابته وقد نام الغلام فلما ركب نفرت الدابة من قعقعة ردائه فسقط ورمحته فانكسر فانقطع عن المهدى وتمكن أعداؤه من السعاية حتى سخطه وأمر به فحبس وحبس عماله وأصحابه ويقال بل دفع إليه علويا ليقتله فأطلقه ونمى ذلك إلى المهدى فأرسل من أحضره وقال ليعقوب أين العلوي فقال قتلته فأخرجه إليه حتى رآه ثم حبس في المطبق ودلى في بئر فيه وبقي أيام المهدى والهادي ثم أخرج وقد عمى وسأل من الرشيد المقام بمكة فأذن له وقيل في سبب تغيره انه كان ينهى المهدى عن شرب أصحابه النبيذ عنده ويكثر عليه في ذلك ويقول أبعد الصلوات الخمس في المسجد الجامع يشرب عندك النبيذ لا والله لا على هذا استوزرتني ولا عليه صحبتك
(٢١١)