المنفرد أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه ومن سكت مات بدائه ثم نزل * (ولاية قتيبة بن مسلم خراسان وأخباره) * قدم قتيبة (1) خراسان أميرا عن الحجاج سنة ستة وثمانين فعرض الجند وحث على الجهاد وسار غازيا وجعل على الحرب بمرو (2) اياس بن عبد الله بن عمرو وعلى الخراج عثمان بن السعدي وتلقاه دهاقين البلخ الطالقان وساروا معه ولما عبر النهر تلقاه ملك الصغانيان بهداياه وكان ملك آخرون وسومان يسئ جواره فدعاه إلى بلاده وسلمها إليه وسار قتيبة إلى آخرون وسومان وهو من طخارستان فصالحه ملكهما على فدية أداها إليه وقبضها ثم انصرف إلى مرو واستخلف على الجند أخاه صالح بن مسلم ففتح بعد رجوع قتيبة كاشان وأورشت من فرغانة ثم اخسيكت مدينة فرغانة القديمة وكان معه ابن يسار وأبلى في هذه الغزاة وقيل إن قتيبة قدم خراسان سنة خمس وثمانين وكان من ذلك السبى امرأة برمك وكان برمك على النوبهار فصارت لعبد الله بن مسلم أخي قتيبة فوقع عليها وعلقت منه بخالد ثم صالح أهل بلخ وأمر قتيبة برد السبى فألحق عبد الله به حملها ثم ردت إلى برمك وذكر أن ولد عبد الله بن مسلم ادعوه ورفعوا أمرهم إلى المهدى وهو بالري فقال لهم بعض قرابتهم انكم ان استلحقتموه لابد لكم أن تزوجوه فتركوه ولما صالح قتيبة ملك سومان كتب إلى بترك طرخان صاحب باذغيس فيمن عنده من أسرى المسلمين وهددهم فبعث بهم إليه ثم كتب إليه يستقدمه على الأمان فخشى وتثاقل ثم قدم وصالح لأهل باذغيس على أن لا يدخلها قتيبة ثم غزا بيكنداد في مدائن بخارى إلى النهر سنة سبع وثمانين فلما نزل بهم استجاشوا بالصغد وبمن حولهم من الترك وساروا إليه في جموع عظيمة وأخذوا عليه الطرق فانقطعت الاخبار والرسل ما بينه وبين المسلمين شهرين ثم هزمهم بعض الأيام وأثخن فيهم بالقتل والأسر وجاء إلى السور ليهدمه فسألوا الصلح فصالحهم واستعمل عليهم وسار عنهم غير بعيد فقتلوا العامل ومن معه فرجع إليهم وهدم سورهم وقتل المقاتلة وسبى الذرية وغنم من السلاح وآنية الذهب والفضة ما لم يصيبوا مثله ثم غزا سنة ثمان وثمانين بلد نومكثت فصالحوه وسار إلى رامسة فصالحوه أيضا فانصرف وزحف أيضا إليه الترك والصغد وأهل فرغانة في مائتي ألف وملكهم كوربعابور ابن أخت ملك الصين واعترضوا مقدمته وعليها أخوه عبد الرحمن فقاتلهم حتى جاء قتيبة وكان ينزل معه فأبلى مع المسلمين ثم انهزم الترك وجموعهم ورجع قتيبة إلى مرو ثم أمره الحجاج سنة تسع وثمانين بغزو بخارى وملكها وردان خذاه فعبر النهر من زم ولقيه الصغد وأهل كش ونسف بالمفازة وقاتلوه فهزمهم
(٥٩)