الدولة ثم بعث جلال الدولة سنة احدى وعشرين عسكره إلى المدار فملكها من يد أصحاب أبي كاليجار واستباحوها وبعث أبو كاليجار عسكره لمدافعتهم فهزموهم وثار أهل البلد بهم فقتلوهم ولحق من نجا منهم بواسط وعادت المدار إلى أبي كاليجار * (استيلاء جلال الدولة على البصرة ثانيا وانتزاعها منه) * لما استولى جلال الدولة على واسط نزل بها ولده وبعث وزيره أبا علي بن ماكولا إلى البطائح فملكها ثم بعثه إلى البصرة وبها أبو منصور بختيار بن علي من قبل أبى كاليجار فسار في السفن وعليهم أبو عبد الله الشرابي صاحب البطيحة فلقى بختيار وهزمه ثم سار الوزير أبو على في اثره في السفن فهزمه بختيار وسيق إليه أسيرا فأكرمه وبعثه إلى أبي كاليجار فأقام عنده وقتله غلمانه خوفا منه لقبيح منهم اطلع عليه وكان قد أحدث في ولايته رسوما جائرة ومكوسا فاضحة ولما أصيب الوزير أبو على بعث جلال الدولة من كان عنده من جند البصرة فقاتلوا عسكر أبى كاليجار وهزموهم وملكوا البصرة ونجا من كان بها إلى أبي منصور بختيار بالأبلة وبعث السفن لقتال من بالبصرة فظفر بهم أصحاب جلال الدولة فسار بختيار بنفسه وقاتلهم وانهزم وقتل وأخذ كثير من السفهاء وعزم الأتراك بالبصرة على المسير إلى الأبلة وطلبوا المال من العامل فاختلفوا وتنازعوا وافترقوا ورجع صاحب البطيحة واستأمن آخرون إلى أبي الفرج ابن مسافجس وزير أبى كاليجار وجاء إلى البصرة فملكها ثم توفى بختيار ملك البصرة وقام بعده صهره أبو القاسم بطاعة أبى كاليجار في البصرة ثم استوحش وانتقض وبعث بالطاعة لجلال الدولة وخطب له وبعث إلى ابنه العزيز بواسط يستدعيه فسار إليه وأخرج عساكر أبى كاليجار وأقام معه إلى سنة خمس وعشرين والحكم لابي القاسم ثم أغراه الديلم به وانه يتغلب عليهم فأخرجه العزيز وامتنع بالأبلة وحاربهم أياما وأخرج العزيز عن البصرة ولحق بواسط وعاد أبو القاسم إلى طاعة أبى كاليجار * (وفاة القادر ونصب القائم) * ثم توفى القادر بالله سنة ثنتين وعشرين وأربعمائة لاحدى وعشرين سنة وأربعة أشهر من خلافته وكانت الخلافة قبلها قد ذهب رونقها بجسارة الديلم والأتراك عليها فأعاد إليها أبهتها وجدد ناموسها وكان له في قلوب الناس هيبة ولما توفى نصب للخلافة ابنه أبو جعفر عبد الله وقد كان أبوه بايع له بالعهد في السنة قبلها لمرض طرقه وأرجف الناس بموته فبويع الآن واستقرت له الخلافة ولقب القائم بأمر الله وأول من بايعه الشريف المرتضى وبعث القاضي أبا الحسن الماوردي إلى أبي كاليجار ليأخذ عليه
(٤٤٧)