الشرطة والجزية وأعمال السواد وكان على مكة علي بن عيسى بن جعفر بن المنصور فحج بالناس ثم ولى مكانه في السنة القابلة عبد الله بن محمد بن داود بن عيسى بن موسى وولى على الاحداث بطريق مكة والمواسم جعفر بن دينار وكان على حمص أبو المغيب موسى بن إبراهيم الرافقي وثبوا به سنة تسع وثلاثين فولى مكانه محمد بن عبدويه وفى سنة تسع وثلاثين عزل يحيى بن أكثم عن القضاء وولى مكانه جعفر بن عبد الواحد ابن جعفر بن سليمان وفى سنة ثنتين وأربعين ولى على مكة عبد الصمد بن موسى بن محمد ابن إبراهيم الامام وولى على ديوان النفقات الحسن بن مخلد بن الجراح عند ما توفى إبراهيم بن العباس الصولي وكان خليفته فيها من قبل وفى سنة خمس وأربعين اختط المتوكل مدينته وأنزلها القواد والأولياء وأنفق عليها ألف ألف دينار وبنى فيها قصر اللؤلؤة لم ير مثله في علوه وأجرى له الماء في نهر احتفره وسماها المتوكلية وتسمى الجعفري والماخورة وفيها ولى على طريق مكة أبا الساح مكان جعفر بن دينار لوفاته تلك السنة وولى على ديوان الضياع والتوقيع نجاح بن سلمة وكانت له صولة على العمال فكان ينام المتوكل فسعى عنده في الحسن بن مخلد وكان معه على ديوان الضياع وفى موسى ابن عقبة عبد الملك وكان على ديوان الخراج وضمن للمتوكل في مصادرتهما أربعين ألفا وأذن المتوكل وكانا منقطعين إلى عبيد الله بن خاقان فتلطف عند نجاح وخادعه حتى كتب على الرقعتين وأشار إليه بأخذ ما فيهما معا وبدأ بنجاح فكتبه وقبض منه مائة وأربعين ألف دينار سوى الغلات والفرش والضياع ثم ضرب فمات وصودر أولاده في جميع البلاد على أموال جمة * (مقتل المتوكل وبيعة المنتصر ابنه) * كان المتوكل قد عهد إلى ابنه المنتصر ثم ندم وأبغضه لما كان يتوهم فيه من استعجاله الامر لنفسه وكان يسميه المنتصر والمستعجل لذلك وكان المنتصر تنكر عليه انحرافه عن سنن سلفه فيما ذهبوا إليه من مذهب الاعتزال والتشيع لعلى وربما كان الندمان في مجلس المتوكل يفيضون في ثلب على فينكر المنتصر ذلك ويتهددهم ويقول للمتوكل ان عليا هو كبير بيننا وشيخ بنى هاشم فان كنت لا بد ثالبه فتول ذلك بنفسك ولا تجعل لهؤلاء الصفاغين سبيلا إلى ذلك فيستخف به ويشتمه ويأمر وزيره عبيد الله بصفعه ويتهدده بالقتل ويصرح بخلعه وربما استخلف ابنه الحبر في الصلاة والخطبة مرارا وتركه فطوى من ذلك على النكث وكان المتوكل قد استفسد إلى بغا ووصيف الكبير ووصيف الصغير ودواجن فأفسدوا عليه الموالى وكان المتوكل قد أخرج بغا الكبير من الدار وأمره بالمقام بسميساط لتعهد الصوائف فسار لذلك واستخلف مكانه
(٢٧٩)