وتوفى الحجاج في شوال سنة خمس وتسعين لعشرين سنة من ولايته العراق ولما حضرته الوفاة استخلف على ولايته ابنه عبد الله وعلى حرب الكوفة والبصرة يزيد بن أبي كبشة وعلى خراجهما يزيد بن أبي مسلم فأقرهم الوليد بعد وفاته وكتب إلى قتيبة بن مسلم بخراسان قد عرف أمير المؤمنين بلاءك وجهدك وجهادك أعداء المسلمين وأمير المؤمنين رافعك وصانع بك الذي تحب فأتمم مغازيك وانتظر ثواب ربك ولا تغيب عن أمير المؤمنين كتبك حتى كأني أنظر إلى بلادك والثغر الذي أنت فيه ولم يغير الوليد أحدا من عمال الحجاج * (أخبار محمد بن القاسم بالسند) * كان محمد بن القاسم بالملتان وأتاه خبر وفاة الحجاج هنالك فرجع إلى الدور والثغور وكان قد فتحها ثم جهزه الناس إلى السلماس مع حبيب فأعطوا الطاعة وسالمه أهل شرست وهي مغزى أهل البصرة وأهلها يقطعون في البحر ثم سار في العسكر إلى؟؟ فخرج إليه دوهر فقاتله محمد وهزمه وقتله ونزل أهل المدينة على حكمه فقتل وسبا ولم يزل عاملا على السند إلى أن ولى سليمان بن عبد الملك فعزله وولى يزيد بن أبي كبشة السكسكي على السند مكانه فقيده يزيد وبعث به إلى العراق فحبسه صالح بن عبد الرحمن بواسط وعذبه في رجال من قرابة الحجاج على قتلهم وكان الحجاج قتل أخاه آدم على رأى الخوارج ومات يزيد بن أبي كبشة لثمان عشرة ليلة من مقدمه فولى سليمان على السند حبيب بن المهلب فقدمها وقد رجع ملوك السند إلى ممالكهم ورجع حبشة بن داهر؟؟ إلى فنزل حبيب على شاطئ مهران وأعطاه أهل الروم الطاعة وحارب فظفر ثم أسلم الملوك لما كتب عمر بن عبد العزيز إلى الاسلام على أن يملكهم وهم أسوة المسلمين فيما لهم وعليهم فأسلم حبشة والملوك وتسموا بأسماء العرب وكان عمر بن مسلم الباهلي عامل عمر على ذلك الثغر فغزا بعض الهند وظفر ثم ولى الجنيد بن عبد الرحمن على السند أيام هشام بن عبد الملك فأتى شط مهران ومنعه حبشة ابن داهر العبور وقال انى قد أعملت وولاني الرجل الصالح ولست آمنك فأعطاه الرهن ثم ردها حبشة وكفر وحارب فحاربه الجنيد في السفن وأسره ثم قتله وهرب صصه ابن داهر إلى العراق شاكيا لغدر الجنيد فلم يزل يؤنسه حتى جاءه فقتله ثم غزا الجنيد الكيرح من آخر الهند وكانوا نقضوا فاتخذ كباشا (1) زاحفة ثم صك بها سور المدينة فثلمها ودخل فقتل وسبى وغنم وبعث العمال إلى المرمد والمعدل ودهنج وبعث جيشا إلى أرين فأغاروا عليها وأحرقوا ربضها وحصل عنده سوى ما حمل أربعون ألف ألف وحمل مثلها وولى تميم بن زيد الضبي فضعف ووهن ومات قريبا من الديبل وفى أيامه
(٦٦)