خندقا وغطوه بالتراب ليسقط فيه المسلمون عند القتال فلما انهزموا ذلك اليوم أخطأهم الطريق وأسقطهم الله في ذلك الخندق ثم حاصرهم الحريشي ونصب عليهم المجانيق وأرسلوا إلى ملك فرغانة ليجيرهم فقال قد شرطت عليكم أن لا جوار قبل الاجل الذي بيني وبينكم فسألوا الصلح من الحريشي على أن يردوا ما في أيديهم من سبى العرب ويعطوا ما كسر من الخراج ولا يتخلف أحد منهم بخجندة وان أحدثوا حدثا استبيحت دماؤهم فقبل منهم وخرجوا من خجندة ونزلوا في العسكر على كل من يعرفه وبلغ الحريشي انهم قتلوا امرأة فقتل قاتلها فخرج قبيل منهم فاعترض الناس وقتل جماعة وقتل الصغد من أسرى المسلمين مائة وخمسين ولقى الناس منهم عنفا ثم أحاطوا بهم وهم يقاتلون بالخشب ليس لهم سلاح فقتلوا عن آخرهم ثلاثة آلاف أو سبعة آلاف وكتب الحريشي إلى يزيد بن عبد الملك ولم يكتب لعمر بن هبيرة فأحفظه ذلك ثم سرح الحريشي سليمان بن أبي السرى إلى حصن يطيف به وراء الصغد ومعه خوارزم شاه وملك أجرون وسومان فسار سليمان وعلى مقدمته المسيب ابن بشر الرياحي ولقيه أهل الحصن فهزمهم ثم حاصرهم فسألوا الصلح على أن لا يعرض لسبيهم ويسلموا القلعة بما فيها فقبل وبعث إلى الحريشي فقبضه وبعث من قبضه وسار الحريشي إلى كش فصالحوه على عشرة آلاف رأس وولى نصر بن سيار على قبضها واستعمل على كش ونسف حربا وخراجا سليمان بن السرى واستنزل مكانه آخر اسمه قشقرى من حصنه على الأمان وجاء به إلى مرو فشنقه وصلبه * (ولاية الجراح على أرمينية وفتح بلنجر) * ولما سار ابن هبيرة على الجزيرة وأرمينية تشبب البهراني فحفل لهم الخزر وهم التركمان واستجاشوا بالقفجاق وغيرهم من أنواع الترك ولقوا المسلمين بمرج الحجارة فهزموهم واحتوى التركمان على عسكرهم وغنموا ما فيه وقدم المنهزمون على يزيد ابن عبد الملك فولى على أرمينية الجراح بن عبد الله الحكمي وأمده بجيش كثيف وسار لغزو الخزر فعادوا للباب والأبواب ونزل الجراح بردعة فأراح بها قليلا ثم سار نحوهم وعبر نهر الكر وأشاع الإقامة ليرجع بذلك عيونهم إليهم ثم أسرى من ليلته وأجد السير إلى مدينة الباب فدخلها وبث السرايا للنهب والغارة وزحف إليه التركمان وعليهم ابن ملكهم فلقيهم عند نهر الزمان واشتد القتال بينهم ثم انهزم التركمان وكثر القتل فيهم وغنم المسلمون ما معهم وساروا حتى نزلوا على الحصن ونزل أهلها على الأمان فقتلهم ثم سار إلى مدينة برغوا فحاصرها ستة أيام ثم نزلوا على الأمان ونفلهم ثم ساروا إلى بلنجر وقاتلهم التركمان دونها فانهزموا وافتتح الحصن عنوة وغنم
(٨٣)