والحجاج فوجموا من قوله وأشاروا عليه بالكتمان فقال له يزيد بن أبي زياد مولى أبيه لن والله يخفى على الحجاج شئ مما وقع ولو كنت في السحاب لاستنزلك فالنجاء بنفسك ورافقه أصحابه فسار عن المدائن إلى الجبال ولما كان في بعض الطريق دعا أصحابه إلى الخلع والدعاء إلى الكتاب والسنة وأن يكون الامر شورى فرجع عنه بعض إلى الحجاج منهم سبرة بن عبد الرحمن بن مختف وسار مطرف ومر بحلوان وبها سويد بن عبد الرحمن السعدي مع الأكراد فاعترضوه فأوقع مطرف بهم وأثخن في الأكراد ومال عن همذان ذات اليمين وبها أخوه حمزة واستمده بمال وسلاح فأمده سرا وسار إلى قم وقاسان فبعث عماله في نواحيها وفزع إليه من كل جانب فجاءه سويد بن سرحان الثقفي وبكير ابن هارون النخعي من الري في نحو مائة رجل وكان على الري عدى بن زياد الإيادي وعلى أصبهان البراء بن قبيصة فكتب إلى الحجاج بالخبر واستمده فأمده بالرجال وكتب إلى عدى بالري أن يجتمع مع البراء على حرب مطرف فاجتمعوا في ستة آلاف وعدي أميرهم وكتب الحجاج إلى قيس بن سعد البجلي وهو على شرطة حمزة بهمذان بأن يقبض على حمزة ويتولى مكانه فجاءه في جمع من عجل وربيعة واقرأه كتاب الحجاج فقال سمعا وطاعة وقبض قيس عليه وأودعه السجن وسار عدى والبراء نحو مطرف فقاتلوه وانهزم أصحابه وقتل يزيد مولى أبيه وكان صاحب الراية وقتل من أصحابه عبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف الأزدي وكان ناسكا صالحا وكان الذي تولى قتل مطرف عمر بن هبيرة الفزاري وبعث عدى أهل البلاء إلى الحجاج وأمر بكير بن هارون وسويد بن سرحان وكان الحجاج يقول مطرف ليس بولد للمغيرة وانما هو ابن مصقلة الحر لان أكثر الخوارج كانوا من ربيعة ولم يكن فيهم من قيس * (اختلاف الأزارقة) * قد تقدم لنا مقام المهلب في قتال الأزارقة على سابور بعد مسير عتاب عنه إلى الحجاج وانه أقام في قتالهم سنة وكانت كرمان لهم وفارس للمهلب فانقطع عنهم المدد وضاقت حالهم فتأخروا إلى كرمان وتبعهم المهلب ونزل خير رفت مدينة كرمان وقاتلهم حتى أزالهم عنها وبعث الحجاج العمال على نواحيها وكتب إليه عبد الملك بتسويغ للمهلب معونة له على الحرب وبعث الحجاج إلى المهلب البراء بن قبيصة يستحثه لقتال الخوارج فسار وقاتلهم والبراء مشرف عليه من ربوة واشتد قتاله وجاء البراء من الليل فتعجب لقتاله وانصرف إلى الحجاج وأنهى غدر المهلب وقاتلهم ثمانية عشر شهرا لا يقدر منهم على شئ ثم وقع الاختلاف بينهم فقيل في سببه ان المقعطر الضبي وكان عاملا لقطري على بعض نواحي كرمان قتل بعض الخوارج فطلبوا القود منه فمنعه قطري
(١٦٠)