خراسان فعقد المعتمد لنصر هذا على أعماله من قبله سنة احدى وستين ولما ملك يعقوب الصفار خراسان كما قلنا بعث نصر جيوشه إلى شط جيحون مسلحة من الصفار فقتلوا مقدمهم ورجعوا إلى بخارى وخشيهم واليها على نفسه ففر عنها فولوا عليهم ثم عزلوا ثم ولوا ثم عزلوا فبعث نصر أخاه إسماعيل لضبط بخارى ثم ولى خراسان بعد ذلك رافع بن هرثمة بدعوة بنى طاهر وغلب الصفار عليها وحصلت بينه وبين إسماعيل صاحب بخارى موالاة اتفقا فيها على التعاون والتعاضد وطلب منه إسماعيل اعمال خوارزم فولاه إياها وفسد ما بين إسماعيل وأخيه نصر وزحف نصر إليه سنة ثنتين وسبعين واستجاش إسماعيل برافع بن هرثمة فسار إليه بنفسه مددا ووصل إلى بخارى ثم أوقع الصلح بينه وبين أخيه خوفا على نفسه وانصرف رافع ثم انتقض ما بينهما وتحاربا سنة خمس وسبعين وظفر إسماعيل بنصر ولما حضر عنده ترجل له إسماعيل وقبل يده ورده إلى كرسي امارته بسمرقند وأقام نائبا عنه ببخارى وكان إسماعيل خيرا مكرما لأهل العلم والدين * (مسير الموفق إلى البصرة لحرب الزنج وولاية العهد) * ولما استعفى موسى بن بغا من ولاية الناحية الشرقية عزم المعتمد على تجهيز أخيه أبى أحمد الموفق فجلس في دار العامة وأحضر الناس على طبقاتهم وذلك في شوال من سنة احدى وستين وعقد لابنه جعفر العهد من بعده ولقبه المفوض إلى الله وضم إليه موسى بن بغا وولاه إفريقية ومصر والشأم والجزيرة والموصل وأرمينية وطريق خراسان ونهر تصدق وعقد لأخيه أبى أحمد العهد بعده ولقبه الناصر لدين الله الموفق وولاه المشرق وبغداد وسواد الكوفة وطريق مكة واليمن وكسكر وكور دجلة والأهواز وفارس وأصبهان والكرخ والدينور والري وزنجان والسند وعقد لكل واحد منهما لواءين أبيض وأسود وشرط أنه ان مات وجعفر لم يبلغ يتقدم الموفق عليه ويكون هو بعده وأخذت البيعة بذلك على الناس وعقد جعفر لموسى بن بغا على أعمال العرب واستوزر صاعد بن مخلد ثم نكبه سنة ثنتين وسبعين واستصفاه واستكتب مكانه الصفر إسماعيل بن بابل وأمر المعتمد أخاه الموفق بالمسير لحرب الزنج فبعثه في مقدمته واعتزم على المسير بعده * (وقعة الصفار والموفق) * لما كان يعقوب الصفار ملك فارس من يد واصل وخراسان من يد ابن طاهر وقبض عليه صرح المعتمد بأنه لم يوله ولا فعل ما فعل باذنه وبعث ذلك مع حاج خراسان وطبرستان ثم سار إلى الأهواز يريد لقاء المعتمد وذلك سنة ثنتين وسبعين فأرسل إليه المعتمد إسماعيل بن إسحاق وفهواج من قواد الأتراك ليردوه على ذلك وبعث معهما من كان في حبسه
(٣١٢)