الدعاة بذلك وكانوا يسمونه الامام ثم بعث أبو مسلم إلى أهل دعوته بخراسان ليقوم فيهم بأمره فهلك وكتب إليهم بولايته ثم قبض مروان بن محمد على إبراهيم الامام وحبسه بخراسان فهلك هنالك لسنة وملك أبو مسلم خراسان وزحف إلى العراق فملكها كما ذكرنا ذلك كله من قبل وغلبوا بنى أمية على أمرهم وانقرضت دولتهم {الخبر عن بنى العباس من دول الاسلام في هذه الطبقة الثالثة للعرب وأولية أمرهم وانشاء دولتهم والالمام بنكت أخبارهم وعيون أحاديثهم} هذه الدولة من دولة الشيعة كما ذكرناه وفرقها منهم يعرفون بالكيسانية وهم القائلون بامامة محمد بن علي بن الحنفية بعد على ثم بعده إلى ابنه أبى هشام عبد الله ثم بعده إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بوصيته كما ذكرنا ثم بعده إلى ابنه إبراهيم الإمام ابن محمد ثم بعده إلى أخيه أبى العباس السفاح وهو عبد الله ابن الحارثية هكذا مساقها عند هؤلاء الكيسانية ويسمون أيضا الحرماقية نسبة إلى أبي مسلم لأنه كان يلقب بحرماق ولبنى العباس أيضا شيعة يسمون الرواندية من أهل خراسان يزعمون أن أحق الناس بالإمامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم هو العباس لأنه وارثه وعاصبه لقوله وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وان الناس منعوه من ذلك وظلموه إلى أن رده الله إلى ولده ويذهبون إلى البراءة من الشيخين وعثمان ويجيزون بيعة على لان العباس قال له يا ابن أخي هلم أبايعك فلا يختلف عليك اثنان ولقول داود بن علي منبر الكوفة يوم بويع السفاح يا أهل الكوفة انه لم يقم فيكم امام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا علي بن أبي طالب وهذا القائم فيكم يعنى السفاح * (دولة السفاح) * قد تقدم لنا كيف كان أصل هذه الدعوة وظهورها بخراسان على يد أبى مسلم ثم استيلاء شيعتهم على خراسان والعراق ثم بيعة السفاح بالكوفة سنة ثلاث وثلاثين ومائة ثم قتل مروان بن محمد وانقراض الدولة الأموية ثم خرج بعض أشياعهم وقوادهم وانتقضوا على أبي العباس السفاح وكان أول من انتقض حبيب بن مرة المري من قواد مروان وكان بخولان والبلقاء خاف على نفسه وقومه فخلع وبيض ومعناه لبس البياض ونصب الرايات البيض مخالفة لشعار العباسية في ذلك وتابعته قيس ومن يليهم والسفاح يومئذ بالحيرة بلغه أن أبا الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحرث الكلابي انتقض بقنسرين وكان من قواد مروان ولما انهزم مروان وقدم عليه عبد الله بن علي بايعه ودخل في دعوة العباسية وكان ولد مسلمة بن عبد الملك مجاورين له
(١٧٣)