النبطي مولى بنى شيبان ليس لها غير وكيع ومشى الناس بعضهم إلى بعض سرا وتولى كبر ذلك حيان ونمى خبره إلى قتيبة فأمر بقتله إذا دخل عليه وتنصح بعض خدم قتيبة بذلك إلى حيان فلما دعاه تمارض واجتمع الناس إلى وكيع وبايعوه فمن أهل البصرة والعالية من المقاتلة تسعة آلاف ومن بكر سبعة آلاف رئيسهم حضين بن المنذر ومن تميم عشرة آلاف عليهم ابن زخر ومن الموالى سبعة آلاف عليهم حيان النبطي وقيل من الديلم وسمى نبطيا للكنته وشرط على وكيع أن يحول له الجانب الشرقي من نهر بلخ فقبل وفشا الخبر وبلغ قتيبة فدس ضرار بن سيان الضبي إلى وكيع فبايعه وجاء إلى قتيبة بالخبر فأرسل قتيبة إلى وكيع فاعتذر بالمرض فقال لصاحب شرطته ائتني به وان أبى ائتني برأسه فلما جاء إلى وكيع ركب ونادى في الناس فأتوه إرسالا واجتمع إلى قتيبة أهل بيته وخواصه وثقاته وبنو عمه وأمر فنودي في الناس قبيلة قبيلة وأجابوه بالجفوة يقول أين بنو فلان فيقولون حيث وضعتهم فنادى بأذكركم الله والرحم فقالوا أنت قطعتها فنادى لكم العتبى فقالوا لا انا لنا الله إذا فدعا ببرذون ليركبه فمنعه ورمحه فعاد إلى سريره وجاء حيان النبطي في العجم فأمره عبد الله أخو قتيبة أن يحمل على القوم فاعتذر وقال لابنه إذ القيتني حولت قلنسوتي فمل بالأعاجم إلى وكيع ثم حولها وسار بهم ورمى صالح أخو قتيبة بسهم فحمل إلى أخيه ثم تهايج الناس وجاء إلى عبد الرحمن أخي قتيبة الغوغاء ونحوهم فأحرقوا اريا فيه إبل قتيبة ودوابه ثم زحفوا به حتى بلغوا فسطاطه فقطعوا أطنابه وجرح جراحات كثيرة ثم قطعوا رأسه وقتل معه اخوته عبد الرحمن وعبد الله وصالح وحصين وعبد الكريم ومسلم وابنه كثير وقيل قتل عبد الكريم بقزوين فكان عدة من قتل من أهله أحد عشر رجلا ونجا أخوه عمر مع أخواله من تميم ثم صعد وكيع المنبر وأنشد الشعر في الثناء على نفسه وفعله والذم من قتيبة ووعد بحسن السيرة وطلب رأس قتيبة وخاتمه من الأزد وهددهم عليه فجاؤوا به فبعثه إلى سليمان ووفى وكيع لحيان النبطي بما ضمن له * (ولاية يزيد بن المهلب خراسان) * كان يزيد بن المهلب لما ولاه سليمان العراق على الحرب والصلاة والخراج استكره أن يحيف على الناس في الخراج فتلحقه المذمة كما لحقت الحجاج ويخرب العراق وان قصر عن ذلك لم يقبل منه فرغب من سليمان أن يعفيه من الخراج وأشار عليه بصالح بن عبد الرحمن مولى تميم فولاه سليمان الخراج وبعثه قبل يزيد فلما جاء صالح إلى يزيد ضيق عليه صالح وكان يزيد يطعم على ألف خوان فاستكثرها صالح فقال اكتب ثمنها على وغير ذلك وضجر يزيد وجاء خبر خراسان ومقتل قتيبة فطمع يزيد في ولايتها ومن عبد الله
(٦٩)