مع بازيار بالصائفة ونازلوا اسكندا فأصيب بازيار عليها بحجر منجنيق فرجع ومات في طريقه ودفن بطرسوس * (الولايات بالنواحي أيام المعتز) * كانت الفتنة قد ملأت نواحي الدولة من أطرافها وأوساطها واستولى بنو سامان على ما وراء النهر والصفار على سجستان وكرمان وملك فارس من يد عمال الخليفة وانتزع خراسان من بنى طاهر وكلهم مع ذلك يقيمون دعوة الخليفة وغلب الحسن بن زيد على طبرستان وجرجان منازعا بالدعوة ومحاربا بالديلم لابن سامان والصفار وعساكر الخليفة بأصبهان واستولى صاحب الزنج على البصرة والأبلة إلى واسط وكور دجلة منازعا للدعوة ومشاققا وأضرم تلك النواحي فتنة ولم يزل الموفق في محاربته حتى حسم علته وقطع أثره واضطرمت بلاد الموصل والجزيرة فتنة بخوارج السراة وبالقرب من بنى شيبان وتغلب بالأكراد واستولى ابن طولون على مصر والشأم مقيما لدعوة الخلافة العباسية وابن الأغلب بإفريقية كذلك وأما المغرب الأقصى والأندلس فاقتطعا عن المملكة العباسية منذ أزمان كما قلنا ولم يكن للمعتمد مدة خلافته كلها حكم ولا أمر ونهى انما كان مغلبا لأخيه الموفق وتحت استبداده ولم يكن لهما جميعا كبير ولاية في النواحي باستيلاء من استولى عليها ممن ذكرناه الا بعض الأجناس فلنذكر ما وصل الينا من هذه الولايات أيام المعتمد فلأول ولايته استوزر عبيد الله بن يحيى ابن خاقان وبعث جعلان لحرب الزنج بالبصرة فكان أمره معهم كما مر ثم ولى عيسى ابن الشيخ من بنى شيبان على دمشق فاستأثر بها ومنع الخراج وجاءه حسين الخادم من بغداد يطلب المال فاعتذر بأنه أنفقه على الجند فكتب له المعتمد عهده في أرمينية ليقيم بها دعونه وقلد أما جور دمشق وأعمالها فسار إليها وأنفذ عيسى بن الشيخ ابنه منصور القتال أما جور في عشرين ألفا فانهزموا وقتل منصور وسار عيسى إلى أرمينية على طريق الساحل ودخل أما جور دمشق وفى سنة ست وخمسين سار موسى بن بغا لحرب مساور الخارجي فلقيه ساحة جائعين فنال الخوارج منهم وفيها كان وثوب محمد ابن واصل بن إبراهيم التميمي على الحرث بن سيما عامل فارس فقتله وغلب عليها كما مر وفيها غلب الحسن بن زيد الطالي على الري فسار إليها موسى بن بغا وغلب على عساكر الحسن وظهر على ابن زيد بالكوفة وملكها وبعث المعتمد لمحاربته كيجور التركي فخرج عنها على القادسية ثم إلى ختان ثم إلى بلاد بنى أسد وغزاه كيجور من الكوفة فأوقع به وعاد إلى الكوفة ثم إلى سر من رأى وفى سنة سبع وخمسين عقد المعتمد لأخيه الموفق على الكوفة والحرمين واليمن ثم على بغداد والسواد إلى البصرة
(٣٣٩)