وافتقد زيد الناس فقيل انهم في الجامع محصورون ولم يجد معه الا مائتين وعشرين وخرج صاحب الشرطة في خيله فلقى نصر بن خزيمة العبسي من أصحاب زيد ذاهبا إليه فحمل عليه نصر وأصحابه فقتلوه وحمل زيد على أهل الشأم فهزمهم وانتهى إلى دار أنس بن عمر الأزدي ممن بايعه وناداه فلم يخرج إليه ثم سار زيد إلى الكناسة فحمل على أهل الشأم فهزمهم ثم دخل الكوفة والرايات في اتباعه فلما رأى زيد خذلان الناس قال لنصر بن خزيمة أفعلتموها حسينية قال أما أنا فوالله لأموتن معك وان الناس بالمسجد فامض بنا إليهم فجاء إلى المسجد ينادى بالناس بالخروج إليه فرماه أهل الشأم بالحجارة من فوق المسجد فانصرفوا عند المساء وأرسل يوسف بن عمر من الغد العباس ابن سعد المزني في أهل الشأم فجاءه في دار الزرق وقد كان أوى إليها عند المساء فلقيه زيد بن ثابت فاقتتلوا فقتل نصر ثم حملوا على أصحاب العباس فهزمهم زيد وأصحابه وعبأهم يوسف بن عمر من العشى ثم سرحهم فكشفهم أصحاب زيد ولم يثبت حيلهم لحيله وبعث إليهم يوسف بن عمر بالقادسية واشتد القتال وقتل معاوية بن زيد ثم رمى زيد عند المساء بسهم أثبته فرجع أصحابه وأهل الشأم يظنون انهم تحاجزوا ولما نزع النصل من جبهته مات فدفنوه وأجروا عليه الماء وأصبح الحكم يوم الجمعة يتبع الجرحى من الدور ودله بعض الموالى على قبر زيد فاستخرجه وقطع رأسه وبعث بها إلى يوسف بالحيرة فبعثه إلى هشام فنصبه على باب دمشق وأمر يوسف الحكم أن يصلب زيدا بالكناسة ونصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق ويحرسهم فلما ولى الوليد أمر باحراقهم واستجار يحيى بن زيد بعبد الملك بن شبر بن مروان فأجاره حتى سكن المطلب ثم سار إلى خراسان في نفر من الزيدية * (ظهور أبى مسلم بالدعوة العباسية) * كان أهل الدعوة العباسية بخراسان يكتمون أمرهم منذ بعث محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس دعاته إلى الآفاق سنة مائة من الهجرة أيام عمر بن عبد العزيز لما مر أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ذاهبا وجائيا من الشأم من عند سليمان بن عبد الملك فمرض عنده بالحميمة من أعمال البلقاء وهلك هنالك وأوصى له بالأمر وكان أبو هاشم قد علم شيعته بالعراق وخراسان وان الامر صائر في ولد محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس فلما مات أبو هاشم قصدت الشيعة محمدا وبايعوه سرا وبعث دعاته منهم إلى الآفاق وكان الذي بعث إلى العراق مسيرة بن والى خراسان محمد بن حبيش وأما عكرمة السراج وهو أبو محمد الصادق وحيان العطار خال إبراهيم بن سلمة فجاؤوا إلى خراسان ودعوا إليه سرا وأجابهم الناس وجاؤا بكتب من أجاب إلى مسيرة اه فبعث
(١٠٠)