إليها على طريق البصرة وأقام بها وصودر القاضي أبو عمر على مائة ألف دينار وسارت العساكر في طلب الحسين بن حمدان إلى الموصل فلم يظفروا به وشفع الوزير ابن الفرات في ابن عمرويه صاحب الشرطة وإبراهيم بن كيغلغ وغيرهم وبسط ابن الفرات الاحسان وأدر الارزاق للعباسيين والطالبيين وأرضى القواد بالأموال ففرق معظم ما كان في بيت المال وبعث المقتدر القاسم بن سيما وجماعة من القواد في طلب الحسين بن حمدان فبلغوا قرقيسيا والرحبة ولم يظفروا به وكتب المقتدر إلى أخيه أبى الهيجاء وهو عامل الموصل بطلبه فسار مع القاسم بن سيما والقواد ولقوه عند تكريت فهزموه وبعث مع أخيه إبراهيم يستأمن فأمنوه وجاؤا به إلى بغداد فخلع عليه المقتدر وعقد له على قم وقاشان وعزل عنها العباس بن عمر الغنوي فسار إليها الحسين ووصل نارس مولى إسماعيل بن سامان فقلده المقتدر ديار ربيعة * (ابتداء دولة العبيديين من الشيعة بإفريقية) * نسبة هؤلاء العبيديين إلى أول خلفائهم وهو عبيد الله المهدى بن محمد الحبيب بن جعفر المصدق ابن محمد المكتوم ابن إسماعيل الإمام ابن جعفر الصادق ولا يلتفت لانكار هذا النسب فكتاب المعتضد إلى ابن الأغلب بالقيروان وابن مدرار بسلجماسة يغريهم بالقبض عليه لما سار إلى المغرب شاهد بصحة نسبهم وشعر الشريف الرضى في قوله ألبس الذل في بلاد الأعادي * وبمصر الخليفة العلوي من أبوه أبى ومولاه مولاي * إذا ضامني البعيد القصي لف عرقي بعرقه سيد الناس * جميعا محمد وعلي وأما المحضر الذي ثبت ببغداد أيام القادر بالقدح في نسبهم وشذ فيه أعلام الأئمة مثل القدوري والصهيري وأبى العباس الأبيوردي وأبى حامد الاسفرايني وأبى الفضل النسوي وأبى جعفر النسفي ومن العلوية المرتضى وابن البطخاوي وابن الأزرق وزعيم الشيعة أبو عبد الله بن النعمان فهي شهادة على السماع وكان ذلك متصلا في دولة العباسية منذ مائتين من السنين فاشيا في أمصارهم وأعصارهم والشهادة على السماع في مثله جائزة على أنها شهادة نفى ولا تعارض ما ثبت في كتاب المعتضد مع أن طبيعة الوجود في الانقياد لهم وظهور كلمتهم أدل شئ على صدق نسبهم وأما من جعل نسبهم في اليهودية أو النصرانية لميمون القداح أو غيره فكفاه اثما تعرضه لذلك وأما دعوتهم التي كانوا يدقون لها فقد تقدم ذكرها في مذاهب الشيعة من مقدمة الكتاب وانقسمت مذاهب الشيعة مع اتفاقهم على تفضيل على على جميع الصحابة إلى الزيدية القائلين بصحة امامة الشيخين مع فضل على ويجوزون امامة المفضول وهو
(٣٦٠)