* (ظهور بنى مزيد) * وفى سنة سبع وثمانين خرج أبو الحسن علي بن مزيد في قومه بنى أسد ونقض طاعة بهاء الدولة فبعث إليه العساكر فهرب أمامهم وأبعد حتى امتنع عليهم ثم بعث في الصلح والاستقامة وراجع الطاعة ثم رجع إلى انتقاضه سنة ثنتين وتسعين واجتمع مع قرواش بن المقلد صاحب الموصل وقومه بنى عقيب فحاصروا المدائن ثم بعث إليهم أبو جعفر الحجاج وهو نائب بغداد العساكر فدفعوهم عنها وخرج الحجاج واستنجد خفاجة فجاء من الشأم وقاتل بنى عقيب وبنى أسد فهزموه ثم خرج إليهم ولقيهم بنواحي الكوفة فهزمهم وأثخن فيهم بالقتل والأسر واستباح ملك بنى مزيد وظهر في بغداد في مغيب أبى جعفر من الفتة والفساد والقتل والنهب ما لا يحصى فكان ذلك السبب في أن بعث بهاء الدولة أبا علي بن جعفر أستاذ هرمز كما مر ولقيه عميد الجيوش فسكن الفتنة وأمن الناس ولما عزل أبو جعفر أقام بنواحي الكوفة وارتاب به أبو على فجمع الديلم والأتراك وخفاجة وسار إليه واقتتلوا بالنعمانية وذلك سنة ثلاث وتسعين فانهزم أبو جعفر وسار أبو على إلى خوزستان ثم إلى السوس فعاد أبو جعفر إلى الكوفة ورجع أبو على في اتباعه فلم تزل الفتنة بينهما وكل واحد منهما يستنجد ببني عقيب وبنى أسد وخفاجة حتى أرسل بهاء الدولة عن أبي على وبعثه إلى البطيحة لفتنة بنى واصل كما نذكره في دولتهم ولما كانت سنة سبع وتسعين جمع أبو جعفر وسار لحصار بغداد وأمده ابن حسنويه أمير الأكراد وذلك أن عميد الجيوش ولى على طريق خراسان أبا الفضل ابن عنان وكان عدو البدر بن حسنويه فارتاب لذلك واستدعى أبا جعفر وجمع له جموعا من أمراء الأكراد منهم هندي بن سعد وأبو عيسى شادي بن محمد ورزام بن محمد وكان أبو الحسن علي بن مزيد الأسدي انصرف عن بهاء الدولة مغاضبا له فسار معهم وكانوا عشرة آلاف وحاصروا بغداد وبها أبو الفتح بن عنان شهرا ثم جاءهم الخبر بانهزام ابن واصل بالبطيحة الذي سار عميد الجيوش إليه فافترقوا وعاد ابن مزيد إلى بلده وسار أبو جعفر إلى حلوان وأرسل بهاء الدولة في الطاعة وحضر عنده بتستر فأعرض عنه رغبا لعميد الجيوش * (فتنة بنى مزيد وبنى دبيس) * كان أبو الغنائم محمد بن مزيد مقيما عند أصهاره بني دبيس في جزيرتهم بخوزستان فقتل أبو الغنائم بعض رجالاتهم ولحق بأخيه أبى الحسن فانحدر أبو الحسن إليهم في ألفى فارس واستمد عميد الجيوش فأمده بعسكر من الديلم ولقيهم فانهزم أبو الحسن وقتل
(٤٤١)