وهو عيسى وهو الكلمة وهو المهدى وهو أحمد بن محمد بن الحنفية وهو جبريل وان المسيح تصور له في جسم انسان فقال له انك الداعية وانك الحجة وانك الناقة وانك الدابة وانك يحيى بن زكريا وانك روح القدس وعرفه ان الصلاة أربع ركعات قبل طلوع الشمس وركعتان قبل غروبها وان الأذان بالتكبير في افتتاحه وشهادة التوحيد مرتين ثم شهادة بالرسالة لآدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم عيسى ثم محمد صلوات الله عليهم ثم لأحمد بن محمد بن الحنفية ويقرأ الاستفتاح في كل ركعة وهو من المنزل على أحمد بن محمد بن الحنفية والقبلة بيت المقدس والجمعة يوم الاثنين ولا يعمل فيه شئ والسورة التي تقرأ فيها الحمد لله بكلمته وتعالى باسمه المنجد لأوليائه بأوليائه قل ان الأهلة مواقيت للناس ظاهرها ليعلم عدد السنين والحساب والشهور والأيام وباطنها أوليائي الذين عرفوا عبادي سبيلي اتقوني يا أولى الألباب وأنا الذي لا أسأل عما أفعل وأنا العليم الحكيم وأنا الذي أبلو عبادي وأمتحن خلقي فمن صبر على بلائي ومحنتي واختباري ألقيته في جنتي وفى نعمتي ومن زال عن امرى وكذب رسلي أخلدته مهانا في عذابي وأتممت أجلى وأظهرت على ألسنة رسلي فأنا الذي لم يعل جبار الا وضعته وأذللته فبئس الذي اصر على أمره ودام على جهالته وقال لن نبرح عليه عاكفين وبه موقنين أولئك هم الكافرون ثم يركع ويقول في ركوعه مرتين سبحان ربى ورب العزة وتعالى عما يصف الظالمون وفى سجوده الله أعلى مرتين الله أعظم مرة والصوم مشروع يوم المهرجان والنيروز والنبيذ حرام والخمر حلال والغسل من الجنابة كالوضوء ولا يؤكل ذو ناب ولا ذو مخالب ومن خالفهم وحارب وجب قتله وإن لم يحارب أخذت منه الجزية انتهى إلى غير ذلك من دعاوى شنيعة متعارضة يهدم بعضها بعضا وتشهد عليهم بالكذب وهذا الفرح بن يحيى الذي ذكر هذا أول الكتاب انه داعية القرامطة يلقب عندهم ذكرويه بن مهرويه ويقال ان ظهور هذا الرجل كان قبل مقتل صاحب الزنج وانه سار إليه على الأمان وقال له ان ورائي مائة سيف فتعال نتناظر فلعلنا نتفق ونتعاون ثم تناظرا فاختلفا وانصرف قرمط عنه وكان يسمى نفسه القائم بالحق وزعم بعض الناس أنه كان يرى رأى الأزارقة من الخوارج * (فتنة طرسوس) * قد تقدم لنا انتقاض بازمان بطرسوس على مولاه أحمد بن طولون وانه حاصره فامتنع عليه وانه راجع بعد طاعة ابنه خمارويه مما حمل إليه من الأموال والأمتعة والسلاح فاستقام أمره بطرسوس مدة وغزا سنة ثمان وسبعين بالصائفة مع أحمد الجعفي وحاصروا اسكندا فأصيب بحجر منجنيق فرجع وهلك في طريقه ودفن
(٣٣٦)