وقال تأول فأخطأ وهو من ذوي السابقة فاختلفوا وقيل بل كان رجل في عسكرهم يصنع النصول مسمومة فيرمى بها أصحاب المهلب فكتب المهلب كتابا مع رجل وامرأة أن يلتقيه في عسكرهم وفيه وصلت نصا لك وقد أنفذت إليك ألف درهم فلما وقف على الكتاب سأل الصانع فأنكر فقتله فأنكر عليه عبد ربه الكبير واختلفوا (وقيل) بعث المهلب نصرانيا وأمره بالسجود لقطري فقتله بعض الخوارج وولوا عبد ربه الكبير وخلعوا قطريا فبقي في نحو الخمسين منهم وأقاموا يقتتلون شهرا ثم لحق قطري بطبرستان وأقام عبد ربه بكرمان وقاتلهم المهلب وحاصرهم بخيرفت ولما طال عليهم الحصار خرجوا بأموالهم وحريمهم وهو يقاتلهم حتى أثخن فيهم ثم دخل خيرفت وسار في اتباعهم فلحقهم على أربعة فراسخ فقاتلهم هو وأصحابه حتى أعيوا وكف عنهم ثم استمات الخوارج ورجعوا فقاتلوه حتى يئس من نفسه ثم نصره الله عليهم وهزمهم وقتل منهم نحوا من أربعة آلاف كان منهم عبد ربه الكبير ولم ينج منهم الا القليل وبعث المهلب المبشر إلى الحجاج فأخبره وسأله عن بنى المهلب فأثنى عليهم واحدا واحدا قال فأيهم كان أنجد قال كانوا كالحلقة المفرغة لا يعرف طرفها فاستحسن؟؟ وكتب إلى المهلب يشكره ويأمره أن يولى على كرمان من يراه وينزل حامية ويقدم عليه فولى عليها ابنه يزيد وقدم على الحجاج فاحتفل لقدومه وأجلسه إلى جانبه وقال يا أهل العراق أنتم عبيد المهلب وسرح سفيان بن الأبرد الكلبي في جيش عظيم نحو طبرستان لطلب قطري وعبيدة بن هلال ومن معهم من الخوارج والتقوا هنالك بإسحاق بن محمد بن الأشعث في أهل الكوفة واجتمعا على طلبهم فلقوهم في شعب من شعاب طبرستان وقاتلوهم فافترقوا عن قطري ووقع عن دابته فتدهده إلى أسفل الشعب ومر به علج فاستقاه على أن يعطيه سلاحه فعمد إلى أعلى الشعب وحدر عليه حجرا من فوق الشعب فأصابه في رأسه فأوهنه ونادى بالناس فجاء في أولهم نفر من أهل الكوفة فقتلوه؟؟ منهم سورة بن أبجر التميمي وجعفر بن عبد الرحمن ابن مختف والسياح بن محمد بن الأشعث وحمل رأسه أبو الجهم إلى إسحاق بن محمد فبعث به إلى الحجاج وبعثه الحجاج إلى عبد الملك وركب سفيان فأحاط بالخوارج وحاصرهم حتى أكلوا دوابهم ثم خرجوا إليه واستماتوا فقتلهم أجمعين وبعث برؤوسهم إلى الحجاج ودخل دنباوند وطبرستان فكان هناك حتى عزله الحجاج قبل دير الجماجم قال بعض العلماء وانقرضت الأزارقة بعد قطري وعبيدة آخر رؤسائهم وأول رؤسائهم نافع ابن الأزرق واتصل أمرهم بضعا وعشرين سنة إلى أن افترقوا كما ذكرناه سنة سبع وسبعين فلم تظهر لهم جماعة إلى رأس المائة
(١٦١)