وبعث يطلب المدد فكتب إليه عميد العراق ورئيس الرؤساء بحصار واسط فحاصرها وقاتله ابن فسانجس فهزمه وضيق حصاره واستأمن إليه جماعة من أهل واسط فملكها وهرب فسانجس واتبعوه فأدركوه وحمل إلى بغداد في صفر سنة ست وأربعين فشهر وقتل * (الوقعة بين البساسيري وقطلمش) * وفى سلخ شوال من سنة ثمان وأربعين سار قطلمش وهو ابن عم السلطان طغرلبك وجد بنى قليچ أرسلان ملوك بلاد الروم فسار ومعه قريش بن بدران صاحب الموصل لقتال البساسيري ودبيس وسار بهم إلى الموصل وخطبوا بها للمستنصر العلوي صاحب مصر وبعث إليهم بالخلع وكان معهم جابر بن ناشب وأبو الحسن وعبد الرحيم وأبو الفتح ابن ورائر ونصر بن عمر ومحمد بن حماد * (مسير طغرلبك إلى الموصل) * لما كان السلطان طغرلبك قد ثقلت وطأته على العامة ببغداد وفشا الضرر والأذى فيهم من معسكره فكاتبه القائم يعظه ويذكره ويصف له ما الناس فيه فأجابه السلطان بالاعتذار بكثرة العساكر ثم رأى رؤيا في ليلته كان النبي صلى الله عليه وسلم يوبخه على ذلك فبعث وزيره عميد الملك إلى القائم بطاعة أمره فيما أمر وأخرج الجند من وراء العامة ورفع المصادرات ثم بلغه خبر وقعة قطلمش مع البساسيري وانحراف قريش صاحب الموصل إلى العلوية فتجهز وسار عن بغداد ثلاثة عشر شهرا من نزوله عليها ونهبت عساكره أوانا وعكبرا وحاصر تكريت حتى رجع صاحبها نصر بن عيسى إلى الدعوة العباسية وقله السلطان ورجع عنه إلى البواريخ فتوفى نصر وخافت أمه غريبة بنت غريب بن حكن أن يملك البلد أخوه أبو العشام فاستخلفت أبا الغنائم ابن المجلبان ولحقت بالموصل ونزلت على دبيس بن مزيد وأرسل أبو الغنائم رئيس الرؤساء فأصلح حاله ورجع إلى بغداد وسلم له تكريت وأقام السلطان بالبواريخ إلى سنة تسع وأربعين وجاءه أخوه ياقوتي في العساكر فسار إلى الموصل وأقطع مدينة بلد هزار شب بن شكر الكردي وأراد العسكر نهبها فمنعهم السلطان ثم أذن لهم في اللحاق إلى الموصل وتوجه إلى نصيبين وبعث هزار شب إلى البرية في ألف فارس ليصيب من العرب فسار حتى قارب رحالهم وأكمن الكمائن وقاتلهم ساعة ثم استطردهم واتبعوه فخرجت عليهم الكمائن فانهزموا وأثخن فيهم الغز بالقتل والأسر وكان فيهم جماعة من بنى نمير أصحاب حران والرقة وحمل الأسرى إلى السلطان فقتلهم أجمعين ثم بعث دبيس
(٤٦١)