إلى المعتضد فحبسه وامن عسكره ورحل إلى قرب طرسوس واستدعى رؤساءها وقبض عليهم بمكاتبتهم وصيفا وأمر باحراق مراكب طرسوس بإشارة دميانة واستعمل على أهل الثغور الحسن بن علي كوره وسار إلى أنطاكية وحلب ورجع منها إلى بغداد وقتل وصيفا وصلبه واستقدم المكتفى بعد وفاة المعتضد الحسن بن علي وولى على الثغور مظفر بن حاج ثم شكا أهل الثغر منه فعزله وولى أبا العشائر بن أحمد بن نصر سنة تسعين * (حرب الاعراب) * وفى سنة ست وثمانين اعترضت طيئ ركب الحاج بالاجيعر وقاتلوه ونهبوا أموال التجار ما قيمته ألف ألف دينار ثم اعترضوا الحاج كذلك سنة تسع وثمانين بالقرن فهزمهم الحاج وسلموا * (تغلب ابن الليث على فارس واخراج بدر إياه) * وفى فاتح ثمان وثمانين جاء طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث في العساكر إلى بلاد فارس وأخرج منها عامل المعتضد وهو عيسى النوشري كان على أصبهان فولاه المعتضد فارس فسار إليها فجاءه طاهر وملكها وكتب إليه إسماعيل صاحب ما وراء النهر بأن المعتضد ولاه سجستان لذلك وعقد المعتضد لبدر مولاه على فارس وهرب عمال طاهر عنها وملكها بدر وجبى خراجها ثم مات المعتضد وسار مغربا عن فارس فقتل بواسط وقاطع طاهر بلاد فارس على مال يحمله فقلده المكتفى ولايتها سنة تسعين * (الولايات في النواحي) * كان أكثر النواحي في دولة المعتضد مغلبا عليها كخراسان وما وراء النهر لابن سامان والبحرين للقرامطة ومصر لابن طولون وإفريقية لابن الأغلب وقد ذكرنا من ولى الموصل وفى سنة خمس وثمانين ولى المعتضد عليها وعلى الجزيرة والثغور الشامية مولاه ثم ملك آمد من يد ابن الشيخ وجعلها لابنه على المكتفى وأنزله الرقة كما ذكرناه وعقد له على الثغور ثم عقد بعده للحسن بن علي كوره وولى على فارس بدرا مولاه ومات إسحاق بن أيوب بن عمر بن الخطاب الثعلبي العدوي أمير ديار ربيعة فولى المعتضد مكانه عبد الله بن الهيثم بن عبد الله بن المعمر وفى سنة ثمان وثمانين ظهر باليمن بعض العلويين وتغلب على صنعاء فجمع له بنو يعفر وقاتلوه فهزموه وأسروا ابنه وتجافى نحو خمسين فارسا وملك بنو يعفر صنعاء وخطبوا فيها للمعتضد وهلك ابن أبي الساج في هذه السنة فولى أصحابه ابنه ديوداد ونازعه عمه يوسف بن رافع بابن أخيه وهزمه ومضى
(٣٥٣)