أمر بهم فقتلوا ولم ينج منهم الا سليمان وعبد الله ابنا داود واسحق وإسماعيل ابنا إبراهيم ابن حسن وجعفر بن حسن والله أعلم * (ظهور محمد المهدى ومقتله) * ولما سار المنصور إلى العراق وحمل معه بنى حسن رجع رباح إلى المدينة وألح في طلب محمد وهو مختف يتنقل في اختفائه من مكان إلى مكان وقد أرهقه الطلب حتى تدلى في بئر فتدلى فغمس في مائها وحتى سقط ابنه من جبل فتقطع ودل عليه رباح بالمداد فركب في طلبه فاختفى عنه ولم يره ولما اشتد عليه الطلب أجمع الخروج وأغراه أصحابه بذلك وجاء الخبر إلى رباح بأنه الليلة خارج فأحضر العباس بن عبد الله بن الحرث بن العباس ومحمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد قاضي المدينة وغيرهما وقال لهم أمير المؤمنين يطلب محمدا شرق الأرض وغربها وهو بين أظهركم والله لئن خرج ليقتلنكم أجمعين وأمر القاضي باحضار عشيرة بنى زهرة فجاؤوا في جمع كثير وأجلسهم بالباب ثم أحضر نفرا من العلويين فيهم جعفر بن محمد بن الحسين وحسين بن علي بن حسين بن علي ورجال من قريش فيهم إسماعيل بن أيوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة وابنه خالد وبينما هم عنده إذ سمعوا التكبير وقيل قد خرج محمد فقال له ابن مسلم ابن عقبة أعطني واضرب أعناق هؤلاء فأبى وأقبل من المداد في مائة وخمسين رجلا وقصد السجن فأخرج محمد بن خالد بن عبد الله القسري وابن أخيه النذير بن يزيد ومن كان معهم وجعل على الرجالة خوات بن جبير وأتى دار الامارة وهو ينادى بالكف عن القتل فدخلوا من باب المقصورة وقبضوا على رباح وأخيه عباس وابن مسلم ابن عقبة فحبسهم ثم خرج إلى المسجد وخطب الناس وذكر المنصور بما نقمه عليه ووعد الناس واستنصر بهم واستعمل على المدينة عثمان بن محمد بن خالد بن الزبير وعلى قضائها عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله المخزومي وعلى بيت السلاح عبد العزيز الدراوردي وعلى الشرط أبا الغلمش عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وعلى ديوان العطاء عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة وأرسل إلى محمد بن عبد العزيز يلومه على القعود عنه فوعده بالبصرة وسار إلى مكة ولم يتخلف عن محمد من وجوه الناس الا نفر قليل منهم الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد ابن حرام وعبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد وأبو سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر وحبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير واستفتى أهل المدينة مالكا في الخروج مع محمد وقالوا في أعناقنا بيعة المنصور فقال انما بايعتم مكرهين فتشارع الناس إلى محمد ولزم مالك بيته وأرسل محمد إلى إسماعيل بن عبد الله بن جعفر يدعوه
(١٩٠)