من أصحابه وأن معه ابني أخيه فقبض عليه أمية وقتله وقتل معه ابني أخيه وذلك سنة سبع وسبعين ثم عبر النهر لغزو بلخ فحصره الترك حتى جهد هو وعسكره وأشرفوا على الهلاك ثم نجوا ورجعوا إلى مرو * (مقتل بجير بن زياد) * ولما قتل بكير بسعاية بجير بن ورقاء تعاقد بنو سعد بن عوف من تميم وهم عشيرته على الطلب بدمه وخرج فتى منهم من البادية اسمه شمردل وقدم خراسان ووقف يوما على بجير فطعنه فصرعه ولم يمت وقتل شمردل وجاء مكانه صعصعة بن حرب العوفي ومضى إلى سجستان وجاور قرابة بجير مدة وانتسب إلى خنفية ثم قال لهم ان لي بخراسان ميراثا فاكتبوا إلى بجير يعينني فكتبوا له وجاء إليه وأخبره بنسبه وميراثه وأقام عنده شهرا يحضر باب المهلب وقد أنس به وأمن غائلته وجاء صعصعة يوما وهو عند المهلب في قميص ورداء ودنا ليكلمه فطعنه ومات من الغد وقال صعصعة فمنعته مقاعس وقالوا أخذ بثاره فحمل المهلب دم صعصعة وجعل دم بجير ببكير وقيل إن المهلب بعثه إلى بجير فقتله والله أعلم وكان ذلك سنة احدى وثمانين * (ولاية الحجاج على خراسان وسجستان) * وفى سنة ثمان وسبعين عزل عبد الملك أمية بن عبد الله عن خراسان وسجستان وضمهما إلى الحجاج بن يوسف فبعث المهلب بن أبي صفرة على خراسان وقد كان فرغ من حرب الأزارقة فاستدعاه وأجلسه معه على السرير وأحسن إلى أهل البلاد من أصحابه وزادهم وبعث عبيد الله بن أبي بكرة على سجستان فأما المهلب فقدم ابنه حبيبا إلى خراسان فلم يعرض لامية ولا لعماله حتى قدم أبوه المهلب بعد سنة من ولايته وسار في خمسة آلاف وقطع النهر الغربي وما وراء النهر وعلى مقدمته أبو الأدهم الرماني في ثلاثة آلاف فنزل على كش وجاءه ابن عمر الختن يستنجده على ابن عمه فبعث معه ابنه يزيد فبيت ابن العم عساكر الختن وقتل الملك وجاء صر يريد قلعتهم حتى صالحوا بما رضى ورجع وبعث المهلب ابنه حبيبا في أربعة آلاف ووافى صاحب بخارى في أربعين ألفا وكبس بعض جنده في قرية فقتلهم وأحرقها ورجع إلى أبيه وأقام المهلب يحاصر كش سنتين حتى صالحوه على فدية وأما عبد الله بن أبي بكرة فأقام بسجستان ورتبيل على صلحه يؤدى الخراج ثم امتنع فأمر الحجاج ابن أبي بكرة فعزوه واستباحوا بلاده فسار في أهل المصرين وعلى أهل الكوفة شريح بن هانئ من أصحاب على فدخل بلاد رتبيل وتوغل فيها حتى كانوا على ثمانية عشر فرسخا من مدينتهم وأثخن واستباح وخرب القرى والحصون ثم أخذ الترك عليهم القرى والشعاب حتى ظنوا الهلكة
(٤٦)