ابن أحمد أميرا فلما جاء معز الدولة إلى واسط هذه السنة قدم عليه نافع الأسود صاحب عمان مستنجدا به فانحدر به من الأبلة وجهز له المراكب لحمل العساكر وعليهم أبو الفرج محمد بن العباس بن فساغس وهي مائة قطعة فساروا إلى عمان وملكوها تاسع ذي الحجة من سنة خمس وخمسين وقتلوا من أهلها وأحرقوا مراكبها وكانت تسعة وثمانين وعاد معز الدولة إلى واسط وحاصر عمران وأقام هنالك فاعتل وصالح عمران وانصرف عنه * (وفاة الوزير المهلبي) * سار الوزير المهلبي في جمادى سنة ثنتين وخمسين إلى عمان ليفتحها فاعتل في طريقه ورجع إلى بغداد فمات في شعبان قبل وصوله وحمل فدفن بها لثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر من وزارته وقبض معز الدولة أمواله وذخائره وصارت إليه وحواشيه ونظر في الأمور بعده أبو الفضل العباس بن الحسين الشيرازي وأبو الفرج محمد بن العباس ابن فساغس ولم يلقب أحد منهما بوزارة * (وفاة معز الدولة وولاية ابنه بختيار) * ولما رجع معز الدولة إلى بغداد اشتد مرضه فعهد بالسلطنة إلى ابنه عز الدولة وتصدق وأعتق وتوفى في ربيع من سنة ست وخمسين لثنتين وعشرين سنة من سلطنته وولى ابنه عز الدولة بختيار وقد كان أوصاه بطاعة عمه ركن الدولة وبطاعته ابنه عضد الدولة لأنه كان أكبر سنا وأخبر بالسياسة ووصاه بحاجبه سبكتكين وبكاتبيه أبى الفضل العباس وأبى الفرج فخالف وصاياه وعكف على اللهو وأوحش هؤلاء ونفى كبار الديلم شرها في اقطاعاتهم وشغب عليه الأصاعد فذادهم واقتدى بهم الأتراك وجاء أبو الفرج محمد بن العباس من عمان بعد أن سلمها إلى نواب عضد الدولة الذين كانوا في أمداده وخشى أن يؤمر بالمقام بها وينفرد أبو الفضل صاحبه بالوزارة ببغداد فكان كما ظن ثم انتقض بالبصرة حبشي بن معز الدولة على أخيه بختيار سنة ست وخمسين فبعث الوزير أبو الفضل العباس فسار موريا بالأهواز ونزل واسط وكتب إلى حبشي بأنه جاء ليسلمه البصرة وطلب منه المعونة على أمره فأنفذ إليه مائتي ألف درهم وأرسل الوزير خلال ذلك إلى عسكر الأهواز أن يوافوه بالأبلة لموعد ضربه لهم فوافوه وكبسوا حبشيا بالبصرة وحبسوه برامهرمز ونهبوا أمواله وكان من جملة ما أخذ له عشرة آلاف مجلد من الكتب وبعث ركن الدولة بتخليص حبشي ابن أخيه وجعله عند عضد الدولة فأقطعه إلى أن مات سنة سبع وستين
(٤٢٦)