وكان في تلك النواحي مهدى بن علوان من الخوارج فأدخله علي بن الحسين وبايعه وصلى بالناس واشتدت الحرب ثم كانت اصرا على على وأصحابه وأخرجهم الأزد عن البلد إلى الحديثة ثم اتبعوهم فقتلوا عليا وأخاه أحمد في جماعة ولجأ محمد إلى بغداد وملك السيد بن أنس والأزد الموصل وخطب للمأمون ولما قدم المأمون بغداد وفد عليه السيد بن أنس فشكاه محمد بن الحسين بن صالح واستعدائه عليه بقتل اخويه وقومه فقال نعم يا أمير المؤمنين ادخلوا الخارجي بلدك وأقاموه على منبرك وأبطلوا دعوتك فأهدر المأمون دماءهم * (ولاية طاهر على خراسان ووفاته) * كان المأمون بعد وصوله إلى العراق قد ولى طاهر بن الحسين الجزيرة والشرطة بجانبي بغداد والسواد ودخل عليه يوما في خلوته فأذن له بالجلوس وبكى ففداه فقال المأمون أبكى لامر ذكره ذل وستره حزن ولن يخلو أحد من شجن وقضى طاهر حديثه وانصرف وكان حسين الخادم حاضرا فدس إليه على يد كاتبه محمد بن هارون أن يسأل المأمون عن مكاتبته على مائة ألف درهم ومثلها للكاتب وخلا حسين بالمأمون وسأله ففطن وقال له ان الثناء منى ليس برخيص والمعروف عندي ليس بضائع فعيبي عن غير المأمون فأجابه وركب إلى المأمون وفاوضه في أمر خراسان وانها يخشى عليها من الترك وان غسان بن عباد ليس بكف ء لها فقال لقد فكرت في ذلك فمن ترى يصلح لها قال طاهر بن الحسين قال هو خالع قال أنا ضامنه فاستدعاه وعقد له من مدينة السلام إلى أقصى عمل المشرق من حلوان إلى خراسان وعسكر من يومه خارج بغداد وأقام شهرا تحمل إليه كل يوم عشرة آلاف ألف درهم عادة صاحب خراسان وولى المأمون مكانه بالجزيرة ابنه عبد الله وكان ينوب عن أبيه بالشرطة فحملها إلى ابن عمه إسحاق بن إبراهيم ابن مصعب وخرج إلى عمله ونزل الرقة لقتال نصر بن شيث ثم سار طاهر إلى خراسان آخر ذي القعدة سنة خمس ومائتين وقيل في سبب ولاية طاهر خراسان أن عبد الرحمن المطوع جمع جموعا كثيرة بنيسابور لقتال الحرورية ولم يستأذن غسان بن عباد وهو الوالي على خراسان فخشى أن يكون ذلك من المأمون فاضطرب وتعصب له الحسن بن سهل وخشى المأمون على خراسان فولى طاهرا وسار إلى خراسان فأقام بها إلى سنة سبع ثم اعتزم على الخلاف وخطب يوما فأمسك عن الدعاء للمأمون ودعا بصلاح الأمة وكتب صاحب البريد بذلك إلى المأمون بخلعه فدعا بأحمد بن أبي خالد فقال أنت ضمنته فسر وائتني به ثم جاء من الغد الخبر بموته فقال المأمون للبريد ونغم الحمد لله الذي قدمه وأخرنا وولى طلحة من قبله وبعث إليه المأمون أحمد بن أبي خالد ليقوم بأمره فعبر أحمد
(٢٥١)