البساسيري ببغداد للمستنصر العلوي صاحب مصر بجامع المنصور ثم بالرصافة وأمر بالأذان بحي على خير العمل وخيم بالزاهر وكان هوى البساسيري لمذاهب الشيعة وترك أهل السنة للانحراف عن الأتراك فرأى الكندي المطاولة لانتظار السلطان ورأى رئيس الرؤساء المناجزة وكان غير بصير بالحرب فخرج لقتالهم في غفلة من الكندي فانهزم وقتل من أصحابه خلق ونهب باب الأزج وهو باب الخلافة وهرب أهل الحريم الخلافي فاستدعى القائم العميد الكندي للمدافعة عن دار الخلافة فلم يرعهم الا اقتحام العدو عليهم من الباب النوبي فركب الخليفة ولبس السواد والنهب قد وصل باب الفردوس والعميد الكندي قد استأمن إلى قريش فرجع ونادى بقريش من السور فاستأمن إليه على لسان رئيس الرؤساء واستأمن هو أيضا معه وخرجا إليه وسارا معه ونكر البساسيري على قريش نقضه لما تعاهدا عليه فقال انما تعاهدنا على الشركة فيما يستولى عليه وهذا رئيس الرؤساء لك والخليفة لي ولما حضر رئيس الرؤساء عند البساسيري ونجه وسأله العفو فأبى منه وحمل قريش القائم إلى معسكره على هيئته ووضع خاتون بنت أخي السلطان طغرلبك في يد بعض الثقات من خواصه وأمره بخدمتها وبعث القائم ابن عمه مهارش فسار به إلى بلده حديثة خان وأنزله بها وأقام البساسيري ببغداد وصلى عيد النحر بالألوية المصرية وأحسن إلى الناس وأجرى أرزاق الفقهاء ولم يتعصب لمذهب وأنزل أم القائم بدارها وسهل جرايتها وولى محمود ابن الافرم على الكوفة وسعى الفرات وأخرج رئيس الرؤساء من محبسه آخر ذي الحجة فصلبه عند النجبى لخمسين سنة من تردده في الوزارة وكان ابن ماكولا قد قبل شهادته سنة أربع عشرة وبعث البساسيري إلى المستنصر العلوي بالفتح والخطبة له بالعراق وكان هنالك أبو الفرج ابن أخي أبى القائم المغربي فاستهان بفعله وخوفه عاقبته وأبطأت أجوبته مدة ثم جاءت بغير ما أمل وسار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصرة فملكها وأراد قصر الأهواز فبعث صاحبها هزار شب بن شكر فأصلح أمره على مال يحمله ورجع البساسيري إلى واسط في شعبان سنة احدى وخمسين وفارقه صدقة بن منصور بن الحسين الأسدي إلى هزار شب وقد كان ولى بغداد أباه على ما يذكر ثم جاء الخبر إلى البساسيري بظفر طغرلبك بأخيه وبعث إليه والى قريش في إعادة الخليفة إلى داره ويقيم طغرلبك وتكون الخطبة والسكة له فأبى البساسيري من ذلك فسار طغرلبك إلى العراق وانتهى إلى قصر شيرين وأجفل الناس بين يديه ورحل أهل الكرخ بأهليهم وأولادهم برا وبحرا وكثر عيث بنى شيبان في الناس وارتحل البساسيري بأهله وولده سادس ذي القعدة سنة احدى وخمسين لحول كامل
(٤٤٩)