حتى لم يبق معه الا نحو الثمانمائة وجاءه ابنه المظفر ناجيا من حبس الراضي بعد أسبوع فأطلقه وبعثه إلى أبيه فأشار عليه بالمسير إلى بغداد فان حصل على ما يريد والا فإلى الموصل وديار ربيعة ويتملكها فأبى عليه أبوه ففارقه إلى ابن البريدي فأكرمه ووكل به ثم حذر ابن البريدي غائلة ياقوت فبعث إليه بان الخليفة أمره بازعاجه من البلاد اما إلى بغداد واما إلى بلاد الجبل ليوليه بعض أعمالها فكتب يستمهله فيأبى من المهلة وبعث العساكر من الأهواز وسار ياقوت إلى عسكر مكرم ليكبس ابن البريدي هنالك فصبح البلد ولم يجده وجاءت عساكر ابن البريدي مع قائد أبى جعفر الجمال فقاتله من أمامه وأكمن آخرين من خلفه فانهرم وافترق أصحابه وحسا إلى حائط متنكرا فمر به قوم ابن البريدي فكشفوا وجهه وعرفوه فقتلوه وحملوا رأسه إلى العسكر فدفنه الجمال وبعث البريدي إلى تستر فحمل ما كان لياقوت هنالك وقبض على ابنه المظفر وبعثه إلى بغداد واستبد بتلك الاعمال وذلك سنة أربع وعشرين * (مسير ابن مقلة إلى الموصل واستقرارها لابن حمدان) * كان ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان عاملا على الموصل فجاء عمه أبو العلاء سعيد فضمن الموصل وديار ربيعة سرا وسار إليها فظهر أنه في طلب المال من ابن أخيه وشعر ناصر الدولة بذلك فخرج لتلقيه فحالفه إلى بيته فبعث من قبله واهتم الراضي بذلك وأمر الوزير أبا علي بن مقلة بالمسير إلى الموصل فسار في العساكر من شعبان سنة ثلاث وعشرين فرحل عنها ناصر الدولة ودخل الزوران واتبعه الوزير إلى حمل السن ثم عاد عنها إلى الموصل وأقام في جبايتها وبعث ناصر الدولة إلى بغداد بعشرة آلاف دينار لابن الوزير ليستحث أباه في القدوم فكتب إليه بما أزعجه فسار من الموصل واستخلف عليها علي بن خلف بن طباب وما ترد الديلمي من الساجية ودخل بغداد منتصف شوال وجمع ناصر الدولة ولقى ما ترد الديلمي على نصيبين فهزمه إلى الرقة وانحدر منها إلى بغداد ولحقه ابن طباب واستولى ناصر الدولة حمدان على الموصل وكتب في الرضا وضمان البلاد فأجيب وتعذرت عليه * (نكبة ابن مقلة وخبر الوزارة) * كان الوزير بن مقلة قد بعث سنة ثلاث وعشرين إلى محمد بن رائق بواسط يطالبه بارتفاع أعمال واسط والبصرة وكان قد قطع الجبل فلما جاءه كتاب ابن مقلة كتب إليه جوابه يغالطه وكتب إلى الراضي بالسعي في الوزارة وأنه يقوم بنفقات الدار وأرزاق الجند فجهز الوزير ابنه سنة أربع وعشرين لقصده وورى با الأهواز وأنفذ رسوله إلى ابن رائق بهذه التورية يؤنسه بها وباكر القصر لانفاذ الرسول فقبض عليه المظفر بن
(٤٠٠)