واعتزم على اللحاق بابن ضبارة فبعث قحطبة في أثره المسيب بن زهير الضبي فهزمه وقتل عامه من مع ابن معاوية ورجع ولحق قحطبة ابنه الحسن إلى الري فخرج عنها حبيب بن يزيد النهشلي وأهل الشأم ودخلها الحسن في صفر ثم لحق به أبوه وكتب بالخبر إلى أبي مسلم وقد أكثر أهل الري إلى بنى أمية فأخذ أبو مسلم أملاكهم ولم يردها عليهم الا السفاح بعد حين فأقام قحطبة بالري وكتب أبو مسلم إلى اصبهبد طبرستان بالطاعة وأداء الخراج فأجاب وكتب إلى المصمغان صاحب دنباوند وكبير الديلم بمثل ذلك فأفحش في الرد فكتب أبو مسلم إلى موسى بن كعب أن يسير إليه من الري فسار ولم يتمكن منه لضيق بلاده وكان الديلم يقاتلونه كل يوم فكثر فيهم الجراح والقتل ومنعهم المبرة فأصابهم الجوع فرجع موسى إلى الري ولم يزل المصمغان متمنعا إلى أيام المنصور فأغزاه حماد ابن عمر في جيش كثيف ففتح دنباوند ولما ورد كتاب قحطبة على أبي مسلم ارتحل عن مرو ونزل نيسابور ثم سير قحطبة ابنه الحسن بعد نزوله الري بثلاث ليال فسار عنها مالك بن أدهم وأهل الشأم وخراسان إلى نهاوند ونزل على أربعة فراسخ من المدينة وأمده قحطبة بأبي الجهم بن عطية مولى باهلة في سبعمائة وأقام محاصرا لها * (استيلاء قحطبة على اصبهان ومقتل ابن ضبارة وفتح نهاوند وشهرزور) * قد تقدم لنا ان ابن هبيرة بعث ابنه داود بن يزيد لقتال عبد الله بن معاوية بإصطخر وبعث معه عامر بن ضبارة فهزموه واتبعوه إلى كرمان سنة تسع وعشرين فلما بلغ ابن هبيرة مقتل نباتة بجرجان سنة ثلاثين كتب إلى ابنه داود بن ضبارة بالمسير إلى قحطبة فسار من كرمان في خمسين ألفا ونزلوا اصبهان وبعث إليهم قحطبة جماعة من القواد عليهم مقاتل بن حكيم الكعبي فنزلوا قم وسار قحطبة إلى نهاوند مددا لولده الحسن الذي حاصرهم فبعث مقاتلا بذلك قحطبة فسار حتى لحقه وزحفوا للقاء داود ابن ضبارة وهم في مائة ألف وقحطبة في عشرين ألفا وحمل قحطبة وأصحابه فانهزم ابن ضبارة وقتل واحتووا على ما كان في معسكرهم مما لا يعبر عنه من الأصناف وذلك في رجب وطير قحطبة بالخبر إلى ابنه الحسن وسار إلى اصبهان فأقام بها عشرين ليلة وقدم على ابنه فحاصروا نهاوند ثلاثة أشهر إلى آخر شوال ونصبوا عليهم المجانيق وبعث بالأمان إلى من كان في نهاوند من أهل خراسان فلم يقبلوا فبعث إلى أهل الشأم فقالوا أشغل عنا أهل المدينة بالقتال نفتح لك المدينة من ناحيتنا ففعلوا وخرجوا إليه جميعا فقتلوا أهل خراسان فيهم أبو كامل وحاتم بن شريح وابن نصر بن سيار وعاصم بن عمير وعلي بن عقيل وبيهس وكان قحطبة لما جاء إلى نهاوند بعث ابنه الحسن إلى جهات حلوان وعليها عبد الله بن العلاء الكندي فتركها وهرب ثم بعث قحطبة
(١٢٦)