المعز بمصر يداريه بالانقياد فكتب يشكره ويستدعيه ليوليه من جهته فلم يثق إليه فتجهز لقصده ومات في طريقه سنة خمس وستين كما نذكر بقية خبره في دولتهم * (ملك عضد الدولة بغداد وقتل بختيار) * ولما انصرف عضد الدولة إلى فارس كما ذكرناه أقام بها قليلا ثم مات أبوه ركن الدولة سنة ست وستين بعد أن رضى عنه وعهد له بالملك كما نذكره في خبره فلما مات شرع بختيار ووزيره ابن بقية في استمالة أهل أعماله مثل أخيه فخر الدولة وحسنويه الكردي وطلب ابن حمدان وعمران بن شاهين في عدوانه فسار عضد الدولة لطلب العراق واستمد حسنويه وابن حمدان فواعداه ولم يبعداه فسار إلى الأهواز ثم سار إلى بغداد ولقيه بختيار فهزمه عضد الدولة واستولى على أمواله وأثقاله ولحق بواسط وحمل إليه ابن شاهين أموالا وهدايا ودخل إليه مؤكدا للاستجارة به ثم صعد إلى واسط وبعث عضد الدولة عسكرا إلى البصرة فملكوها وكانت مصر شيعة له دون ربيعة وجمع بختيار ما كان له ببغداد والبصرة في واسط وقبض على ابن بقية وأرسل عضد الدولة في الصلح واختلفت الرسائل وجاءه عبد الرزاق وبدر ابنا حسنويه في ألف فارس مددا فانتقض وسار إلى بغداد وسار عضد الدولة إلى واسط ثم إلى البصرة فأصلح بين ربيعة ومضر بعد اختلافهم مائة وعشرين سنة ثم دخلت سنة سبع وستين فقبض عضد الدولة على أبي الفتح بن العميدي وزير أبيه وجدع أنفه وسمل احدى عينيه لما بلغه عنه في مقامه بالفرات عند بختيار ولما اطلع عليه من مكاتبته إياه فبعث إلى أخيه فخر الدولة بالري بالقبض عليه وعلى أهله فقبض عليه وأخذ داره بما فيها ثم سار عضد الدولة إلى بغداد سنة سبع وستين وبعث إلى بختيار يخيره في الاعمال فأجاب إلى طاعته وأمره بإنفاذ ابن بقية إليه ففقأ عينيه وأنفذه وخرج عن بغداد بقصد الشأم ودخل عضد الدولة بغداد وخطب له بها وضرب على بابه ثلاث توتات ولم يكن شئ من ذلك لمن قبله وأمر بابن بقية فرمى بين الفيلة فقتلته ولما سار بختيار إلى الشأم ومعه حمدان أخو أبى ثعلب وانتهوا إلى عكبرا أحسن له حمدان وقصد الموصل وكان عضد الدولة قد استحلفه أن لا يدخل ولاية أبى ثعلب فنكث وقصدها وجاءته رسل أبى ثعلب بتكريت في اسلام أخيه حمدان إليه فيمده بنفسه ويعيده إلى ملكه فقبض على حمدان وبعثه مع نوابه فحبسه وسار أبو ثعلب إليه في عشرين ألف مقاتل وزحفوا إلى بغداد ولقيهما عضد الدولة فهزمهما وأمر ببختيار فقتل صبرا في عدة من أصحابه لاحدى عشرة سنة من ملكه
(٤٣١)