أصحابه مليا ثم انصرفوا وخطب من الغد للمعتز فسكنوا ثم ساروا ودعوا إلى بيعة أبى أحمد وطلبوا رؤيته فأظهره لهم ووعدهم بما طلبوا فافترقوا ووكل بحفظ أبى أحمد ثم بايع للمهتدي في شعبان من تلك السنة * (خبر كرخ اصبهان وأبى دلف) * قد تقدم لنا شأن أبى دلف أيام المأمون وانه كان مقيما بكرخة وان المأمون عفا له عما وقع منه في القعود عن نصره وأقام بتلك الناحية وهلك فقام ابنه عبد العزيز مكانه ولما كانت أيام الفتنة تمسك بطاعة المستعين وولى وصيف على الجبل وأصبهان فكتب إلى عبد العزيز باستخلافه عليها وبعث عليه بالخلع وعقد المعتز لموسى بن بغا الكبير في شهر رجب من سنة ثلاث وخمسين على الجبل وأصبهان فسار لذلك وفى مقدمته مفلح فلقيه عبد العزيز بن أبي دلف في عشرين ألفا خارج همذان فتحاربا وانهزم عبد العزيز وقتل أصحابه وسار مفلح إلى الكرخ فخرج إليه عبد العزيز وقاتله ثانية فانهزم واستولى مفلح على الكرخ ومضى عبد العزيز إلى قلعة نهاوند فتحصن بها وأخذ مفلح أهله وأمه ثم عقد له وصيف سنة اثنين وخمسين على اعمال الجبل ثم عقد لموسى بن بغا فسار وفى مقدمته مفلح فقاتله عبد العزيز فانهزم وملك مفلح الكرخ وأخذ ماله وعياله ثم ملك عبد العزيز وقام مكانه ابنه دلف وقاتله القاسم بن صبهاه من أهالي اصبهان ثم قتل القاسم أصحاب أبي دلف وولوا أخاه أحمد بن عبد العزيز سنة خمس وستين وولاه عمر الصفار من قبله على اصبهان عند ما ولاه عليها المعتمد سنة ست وستين وحاربه كعليغ التركي سنة تسع وستين فغلبه أحمد وأخرجه إلى الصميرة وبعث إليه عمر سنة ثمان وستين في المال فبعث إليه ثم سار الموفق سنة ست وسبعين يريد أحمد بأصبهان فشاغله أحمد عن البلد وترك داره بفرشها لنزول الموفق ثم مات أحمد سنة ثمانين وولى أخوه عمر وأخوه بكير يرادفه وقاتلا رافع بن الليث بأمر المعتضد فهزمهما كما يأتي ذكره ثم قلده المعتضد اصبهان ونهاوند والكرخ عمر بن عبد العزيز سنة احدى وثمانين ثم راجعا الطاعة * (خلع المعتز وموته وبيعة المهتدى) * كان صالح بن وصيف بن بغا متغلبا على المعتز وكان كاتبه أحمد بن إسرائيل وكانت أمه قبيحة ووزيرها الحسن بن مخلد وكان أبو نوح عيسى بن إبراهيم من كبار الكتاب وجباة الأموال وطلب الأتراك أرزاقهم وشغبوا فقال صالح للمعتز هذه الأموال قد ذهب بها الكتاب والوزراء وليس في بيت المال شئ فرد عليه أحمد بن إسرائيل وأفحش في رده وتفاوضا في الكلام فسقط صالح مغشيا عليه وتبادر أصحابه بالباب فدخلوا منتضين سيوفهم فدخل إلى قصره فأمر صالح بالوزراء الثلاثة فقيدوا وشفع
(٢٩٦)