* (استيلاء عضد الدولة على ملك بنى حمدان) * ثم سار عضد الدولة بعد الهزيمة ومقتل بختيار إلى الموصل فملكها منتصف ذي القعدة من سنة سبع وستين وكان حمل معه الميرة والعلوفات فأقام في رغد وبث السراة في طلب أبى ثعلب وراسله في ضمان البلاد على عادته فلم يجبه فسار إلى نصيبين ومعه المرزبان بن بختيار وأبو اسحق وطاهر أخو بختيار وأمهم فبعث عضد الدولة عسكرا إلى جزيرة ابن عمر مع حاجبه أبى عمر لحرب طغان وعسكرا إلى نصيبين مع أبي الوفاء طاهر بن محمد ففارقها أبو ثعلب إلى ميا فارقين واتبعه أبو الوفاء إليها فامتنعت عليه ولحق أبو ثعلب بأردن الروم ثم بالحسنية من أعمال الجزيرة وتتبع أبو ثعلب قلاعه وأخذ أمواله في كواشى وغيرها وعاد إلى ميا فارقين ثم سار عضد الدولة إليه بنفسه واستأمن إليه كثير من أصحابه ورجع إلى الموصل وبعث العسكر في اتباعه فدخل بلاده فصاهره ورد الرومي المملك عليهم في غير بيت الملك ليستعين به على أمره واتبعه عسكر عضد الدولة فهزمهم ونجا إلى بلاد الروم لمساعدة ورد على شأنه لما يؤمل من نصرته إياه واتفق ان وردا انهزم فيئس منه أبو ثعلب وعاد إلى بلاد الاسلام ونزل بآمد شهرين حتى فتح عضد الدولة جميع بلاده كما يذكر في أخبار دولتهم واستخلف أبا الوفاء على الموصل وعاد إلى بغداد وانقطع ملك بنى حمدان عن الموصل حينا من الدهر * (وفاة عضد الدولة وولاية ابنه صمصام الدولة) * ثم توفى عضد الدولة في شوال سنة ثنتين وسبعين لخمس سنين ونصف من ملكه واجتمع القواد والأمراء على ولاية ابنه كاليجار المرزبان وبايعوه ولقبوه صمصام الدولة وجاءه الطائع معزيا في أبيه وبعث اخويه أبا الحسين أحمد وأبا طاهر فيروز شاه فانتقض أخوهم شرف الدولة بكرمان إلى فارس وسبق إليها أخويه وملكها وأقاما بالأهواز وقطع خطبة صمصام الدولة أخيه وخطب لنفسه وتلقب تاج الدولة وبعث إليه صمصام الدولة عسكرا صحبة علي بن دنقش حاجب أبيه وبعث شرف الدولة عسكره مع الأمير أبى الأغر دفليس بن عفيف الأسدي والتقيا عند قرقوب فانهزم ابن دنقش في ربيع سنة ثلاث وسبعين وأسر واستولى أبو الحسن على الأهواز ورامهرمز وطمع في الملك ثم إن أسفار بن كردويه من أكابر الديلم قام بدعوة شرف الدولة ببغداد سنة خمس وسبعين واستمال كثيرا من العسكر واتفقوا على ولاية أبى نصر بن عضد الدولة نائبا عن أخيه شرف الدولة وراسلهم صمصام الدولة في الرجوع عن ذلك فلم يزدهم الا تماديا وأجابه فولاد بن مابدرار أنفة من متابعة أسفار وقاتله فهزمه وأخذ أبا مضل أسيرا
(٤٣٢)