الميثاق لابنيه في المسجد الحرام أن يكونوا على الظالم وأن محمدا بدأ بالظلم والنكث وخلع اخويه وبايع لطفل صغير رضيع وأخذ الكتابين من الكعبة فحرقهما ظلما ثم دعا إلى خلعه والبيعة للمأمون فأجابوه ونادى بذلك في شعاب مكة وخطبهم وكتب إلى ابنه سليمان بالمدينة بمثل ذلك ففعله وذلك في رجب سنة ست وتسعين وسار من مكة على البصرة وفارس وكرمان إلى المأمون وأخبره فسر بذلك وولاه مكانه وأضاف إليه ولاية عك وأعطاه خمسمائة ألف درهم وسير معه ابن أخيه العباس بن موسى بن عيسى ابن موسى على الموسم ويزيد بن جرير بن مزيد بن خالد القسري في جند كثيف عاملا على اليمن ومروا بطاهر وهو محاصر بغداد فأكرمهم وأقام يريد اليمن فبايعوه للمأمون وأطاعوه * (حصار بغداد واستيلاء طاهر عليها ومقتل الأمين) * ولما اتصلت بالأمين هذه الأحوال وقتل الحسين بن علي بن عيسى شمر لحرب طاهر واستعد له وعقد في شعبان سنة ست وتسعين وأربعمائة شتى وأمر عليهم علي بن محمد بن عيسى بن نهيك وأمرهم بالمسير إلى هرثمة فساروا إليه والتقوا بنواحي النهروان في رمضان فانهزموا وأسر قائدهم علي بن محمد فبعث به هرثمة إلى المأمون وترك النهروان وأقام طاهر بصرصر والجيوش تتعاقب من قبل الأمين فيهزمها ثم بذل الأمين الأموال ليستفسد بها عساكرهم فسار إليه من عسكر طاهر نحو من خمسة آلاف ففرق فيهم الأموال وقود جماعة من الحربية ودس إلى رؤساء الجند في عسكر طاهر ورغبهم فشغبوا على طاهر وسار كثير منهم إلى الأمين وانضموا إلى قواد الحربية وقواد بغداد وساروا إلى صرصر فعبى أصحابه كراديس وحرضهم ووعدهم ثم تقدم فقاتلهم مليا من النهار وانهزم أصحاب الأمين وغنم أصحاب طاهر عسكرهم ولما وصلوا إلى الأمين فرق فيهم الأموال وقود منهم جماعة ولم يعط المنهزمين شيئا ودس إليهم طاهر واستمالهم فشغبوا على الأمين فأمر هؤلاء المحدثين بقتالهم وطاهر يراسلهم وقد أخذ رهائنهم على الطاعة وأعطاهم الأموال فسار فنزل باب الأنبار بقواده وأصحابه واستأمن إليه كثير من جند الأمين وثارت العامة وفتقت السجون ووثب الشطار على الأخيار ونزل زهير بن مسيب الضبي من ناحية ونصب المجانيق والعرادات وحفر الخنادق ونزل هرثمة بناحية أخرى وفعل مثل ذلك ونزل عبيد الله بن الوضاح بالشماسية ونزل طاهر بباب الأنبار فضيق على الأمين بمنزله ونفد ما كان بيد الأمين من الأموال وأمر ببيع ما في الخزائن من الأمتعة وضرب آنية الذهب والفضة ليفرقها في الجند وأحرق الحديثة فمات بها خلق واستأمن سعيد بن مالك بن قادم إلى
(٢٣٨)